كل ذلك هي اسم فعل ماض بمعنى بعد, وتنوينها مثل تنوين (أف) اسم فعل مضارع, وتنوين (صه) اسم فعل أمر-. الصلاء: بكسر الصاد ممدود النار, والصلا بالفتح مقصور, يقال: صلى بالنار يصلى صلًى إذا احترق بها, أو ناله حرها, قال تعالى: {سيصلى نارًا ذات لهب}.
المعنى يقول: نظرت إلى نار المحبوبة في المكان المسمى بخزاز على بعد بيني وبينها لأستدفئ بها, أو أنتفع بحرها, ثم خطاب نفسه قائلًا: بعيد منك الاصطلاء بها, والاستفادة منها.
الإعراب. الفاء: حرف عطف, أو استئناف. تنورت: فعل وفاعل, والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها, أو مستأنفة لا محل لها. نارها: مفعول به, وها: ضمير متصل في محل جر بالإضافة. من بعيد: جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما. بخزاز: جار ومجرور متعلقان بالفعل السابق أيضًا, ويجوز تعليقهما بمحذوف حال من نارها. هيهات: اسم فعل ماض, مبني على الكسر أو على الفتح, أو مبني على الضم حسب ما رأيت في الشرح-. منك: جار ومجرور متعلقان بهيهات. الصلاء: فاعل هيهات, والجملة الفعلية مستأنفة لا محل لها.
[١٠ - غير أني قد أستعين على الهمـ ... ـم إذا خف بالثوي النجاء]
المفردات. الهم: انظر البيت رقم -٥٤ - من معلقة امرئ القيس, والهم هنا من هم بالشيء أراده وقصد تنفيذه. الثوي: المقيم, ومثله الثاوي غير أن الأول مبالغة. النجاء: السرعة, والغالب عليه المد, ويقصر في الشعر.
المعنى يقول: ولكني أستعين على تنفيذ عزيمتي, وقضاء مآربي إذا أسرع المقيم في السير لعظم الخطب وفظاعة الأمر, وعظم الشأن, والمتعلق في البيت التالي.