للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

{قالوا لئن أكله الذئب ونحن عصبة} [يوسف: ١٤].

[٤٩ - هذا الثناء، فإن تسمع لقائله ... فما عرضت، أبيت اللعن، بالصفد]

المفردات. الثناء: المدح لفعل جميل، ويكون باللسان واليد والقلب كما قال الشاعر وهو الأخطل التغلبي: أفادتكم النعماء مني ثلاثة ... يدي ولساني والضمير المحجبا

تسمع: انظر البيت رقم -٤ - من معلقة الأعشى. أبيت اللعن: هذا اللفظ تستعمله العرب كثيرًا في الدعاء للإنسان بالشرف والعز وعلى المرتبة، فأبيت من الإباء، واللعن هو الطرد والإبعاد من الخير، والمعنى جعلك الله أبيًا للعن، ولا يكون كذلك إلا إذا كان شريفًا أبي النفس عالي الهمة، وقال ابن الأنباري: هي تحية الملوك من لخم وجذام الذين كانت مساكنهم الحيرة، فأما تحية ملوك غسان، فهي قولهم: يا خير الفتيان، ومعناها أبيت أن تأتي شيئًا تلعن بسببه، والأول أولى. الصفد: العطاء، قال الأصمعي: لا يكون الصفد ابتداء، إنما يكون بمنزلة المكافأة، يقال: أصفدته أصفده أصفادًا، إذا أعطيته، والاسم الصفد، وصفدته أصفده صفدًا وصفادًا إذا شددته وأوثقته بالأصفاد، وهي الأغلال، قال تعالى: {وترى المجرمين يومئذٍ مقرنين في الأصفاد} [إبراهيم: ٤٩].

المعنى يقول: أيها الملك ما تقدم من الكلام هذا مدح لك وثناء عليك، فإن تسمع قولي فلست بحاجة إلى أن ألتمس جود غيرك وعطاءه أطال الله بقاءك، وجعلك عزيزة تأبى الذل والمهانة.

الإعراب. (هذا) الهاء: حرف تنبيه للمخاطب ينبه به على ما يساق من الكلام. ذا: اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. الثناء: خبر المبتدأ، والجملة الاسمية مستأنفة لا محل لها. الفاء: حرف تفريع: إن: حرف شرط جازم. تسمع: فعل مضارع فعل الشرط مجزوم، والفاعل ضمير

<<  <  ج: ص:  >  >>