صفة ثالثة للموصوف الأول، أو هي في محل نصب حال من ديار لأنها وصفت بما تقدم.
٣ - بها الهين، والأرام يمشين خلفةً ... وأطلاؤها ينهضن من كل مجثم
المفردات. العين: البقر العين، وأراد بقر الوحش، واحدها أعين وعيناء، قيل لها ذلك لكبر عيونها، فحذف الموصوف لدلالة الصفة عليه، والأصل في أعين وعيناء أن يجمع على وزن فعل، كأحمر وحمراء وحمر، إلا أن العين كسرت لمجاورتها الياء. الآرام: انظر البيت رقم- ٤ - من معلقة امرئ القيس. خلفة: يخلف بعضها بعضًا، إذا ذهب قطيع منها جاء قطيع آخر، ومنه قوله تعالى:{وهو الذي جعل الليل والنهار خلفةً لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورًا} يريد أن كلا منهما يخلف صاحبه، فإذا ذهب النهار جاء الليل، وإذا ذهب الليل جاء النهار، وهكذا دواليك، وقيل: معنى خلفة مختلفة، هذه مقبلة وهذه مدبرة، هذه صاعدة، وهذا نازلة. الأطلاء: جمع طلا، وهو ولد البقرة الوحشية والظبي وغيرهما من ذوات الظلف، ويقال له ذلك من ساعة يولد إلى نصف شهر، وقيل إلى ان يأتي عليه شهر وقد يستعار لولد الإنسان. المجثم: الموضع الذي يجثم فيه، أي يقام فيه، فهو اسم مكان من جثم يجثم بضم الثاء في المضارع، ويروي بكسر الميم فتكون مأخوذًا من جثم يجثم بكسر الثاء، وعلى كل فهو اسم مكان، ولا وجه للمصدرية خلافًا للزوزني، والجثوم للناس والطير والوحش بمنزلة البروك للبعير، قال تعالى:{فأصبحوا في دارهم جاثمين}.
المعنى يقول: في الدار أو في الديار المذكورة في البيت السابق بقر وحش واسعات العيون، وظباء بيض خالصة البياض يمشين متتابعات، أي يتبع بعضهن بعضًا، وأولادها تنهض من مرابضها لترضع أمهاتنا.