للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٤٦ - غدائره مستشزرات إلى العلا ... تضل العقاص في مثنى ومرسل]

المفردات: الغدائر: الذوائب، واحدتها غديرة. مستشزرات: مرفوعات، وأصل الشزر الفتل على غير جهة، فأراد أنها مفتولة علي غير الجهة لكثرتها، ويروي (مستشزرات) بكسر الزاي وفتحها، فمن رواه بالكسر جعله من اللازم، ومن رواه بالفتح جعله من المتعدي، والأول صيغة اسم فاعل، والثاني صيغة اسم مفعول. إلى العلا: إلى ما فوقها. تضل: تغيب وهو في الأصل يضيع ويهلك، والضلال ضد الرشاد. العقاص: جمع عقيصة، وهي خصلة المجموعة من الشعر مثل الكبة. مثني: متجعد، أي مفتول بعضه على بعض. مرسل: مسرح غير مفتول، ويروي بدل العقاص (المداري) على أنه جمع مدري، وهي مثل الشوكة يصلح بها شعر المرأة، وانظر البيت رقم -١٤ - ويروى البيت (يضل العقاص) على أن العقاص اسم واحد بمنزلة الكتاب والحساب، والمشهور الأول.

المعنى يقول: إن ذوائب العشقية مرفوعات، أو مرتفعات إلى فوق، أي أنها مشدودة على الرأس بخيوط، تغيب عقاصها في شعر بعضه متجعد، وهذا يستشهد بقوله (مستشزرات) على أن في هذا الكلمة تنافر الحروف ما جعلها ثقيلة على اللسان، وهو وصف يخرج الكلام من الفصاحة، إذ فصاحة الكلام مشروطة بسلامة كلماته من تنافر الحروف.

الإعراب: غدائره: مبتدأ مرفوع، والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة. مستشزرات: خبر المبتدأ، وفاعله أو نائب فاعله ضمير مستتر تقديره هي يعود إلى المبتدأ. إلى العلا: جار ومجرور متعلقان بالاسم قبلهما لأنه مشتق كما رأيت، والجملة الاسمية (غدائره ... إلخ) مستأنفة لا محل لها من الإعراب، وهو أولى من اعتبارها صفه لفرع، أو حال منه. تضل:

<<  <  ج: ص:  >  >>