للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إذا قرعوا ... فالآذان تكون شبيهة بالشهب، وإذا ومدخلوها في محل رفع خبر ثان لكأن -.

٦ - صددت الكأس عنا أم عمرٍو ... وكأن الكأس مجراها اليمينا

المفردات: صددت: من الصدود، وهو الإعراض والمنع، ومن الأول قوله تعالى لنبيه عليه الصلاة والسلام: (يصدون عنك صدودًا) ومن الثاني قوله تعالى: (إن الذين كفروا، وصدوا عن سبيل الله أضل أعمالهم) ويروى (صبنت) ومعناه صرفت، وهو قريب من الأول، إذ المراد صرفت ومنعت. الكأس: انظر البيت رقم - ٥١ - من معلقة طرفة وإنما لم يؤنث الفعل (كان) لأن الكأس مؤنث مجازي، يجوز تأنيث الفعل معه وتذكيره، إذا كان الفاعل، أو نائب الفاعل ظاهرًا بعده، بخلاف ما إذا كان ضميرًا يعود إلى مؤنث مجازي، فلا يجوز إلا التأنيث حينئذ.

المعنى يقول: صرفت كأس الخمر عنا يا أم عمرو، وكان مجرى الكأس على اليمين، فأجريتها على اليسار، وهذا يدل على أنه كان من عادة العرب في الجاهلية أن يشرب الرئيس أولًا، ثم يناول الأيمن، وقد أقر الرسول صلى الله عليه وسلم هذا، فقد قال: (الأيمنون الأيمنون، ألا فيمنوا).

قال صاحب الدرر: والبيت أدرجه الرواة في معلقة عمرو بن كلثوم، والصحيح أنه لعمر بن عدي اللخمي، وقال التبريزي: بعضهم يروي هذين البيتين، أي هذا البيت ولاحقه لعمرو ابن أخت جذيمة الأبرش، وذلك لما وجده مالك وعقيل ابنا فارج في البرية، وكانا يشربان، وأم عمرو هذه المذكورة تصد عنه الكأس، فلما قال هذا الشعر سقياه، وحملاه إلى خاله جذيمة، وسألاه أن يكونا في سمره، فوجد عليهما، فقتلهما، ثم ندم، قال

<<  <  ج: ص:  >  >>