المحذوف، أو في محل نصب حال منه بعد وصفه بما تقدم على حد قوله تعالى:{وهذا ذكر مبارك أنزلناه}.
[١١ - عريت، وكان بها الجميع، فأنكروا ... منها، وغودر نؤيها وثمامها]
المفردات. عريت: أي خلت من أهلها، فكأنه جعل سكانها بمنزلة اللباس لها، لأنهم يغشونها بإبلهم ومواشيهم. أبكروا: ارتحلوا منها بكرة، انظر البيت رقم - ١٣ - من معلقة زهير، وقيل: معناه ارتحلوا منها في أول الزمان. غودر: ترك وخلف، وسمي الغدير غديرًا لأن السيل غادره وتركه خلفه، قال تعالى حكاية عن قول الجرمين يوم القيامة:{ويقولون: يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة وكبيرة إلا أحصاها} النؤي: نهير صغير يحفر حول الخباء يجري فيه الماء، ويمنعه من دخول الخيمة - والجمع آناء وأناء ونئي ونئي، ويجوز في المفرد فتح النون وضمها وكسرها، ويقال أيضًا النوى -. الثمام: نبت يجعل حول الخباء أيضًا ليمنع السيل، ويقي الحر، ويلقونه على بيوتهم، وعلى وطاب اللبن لأنه أبرد ظلاً.
المعنى يقول: خلت ديار الأحبة من سكانها بعد أن كانوا بها جميعًا، فساروا منها بكرة، وتركوا النؤي والثمام فيها، بمعنى لم يبق بمنازلهم آثار إلا النؤي والثمام، وإنما لم يحملوا الثمام لأنهم يجدونه أينما حلوا.
الإعراب. عريت: فعل ماض، والتاء للتأنيث، والفاعل ضمير مستتر تقديره هي يعود إلى الطلول المذكورة في البيت رقم - ٨ - والجملة الفعلية مستأنفة لا محل لها من الإعراب. الواو: واو الحال. كان: فعل ماض ناقص. بها: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر مقدم. الجميع: اسم كان مؤخر، وجملة (كان بها الجميع في محل نصب حال من فاعل عريت المستر، والرابط الواو والضمير. الفاء: حرف عطف. أبكروا: