المبتدأ الذي هو (مهما) مختلف فيه كما رأيت في البيت- ١٥ - والتقدير على هذا الوجه: أيما صفة تكون عند امرئ حال كونها كائنة من خليقة إن خالها تخفى ... إلخ وهذا الإعراب إنما هو على ما ذهب إليه جمهور البصريين، وأجازوا أيضًا أن تعرب (مهما) اسم شرط جازمًا خبرًا مقدمًا لتكن مبني على السكون في محل نصب، وتكن فعل الشرط، و (من) زائدة، و (خليقة) اسم تكن، وعند ظرف متعلق بتكن، والتقدير على هذا الوجه: أي شيء تكون الخليقة عند امرئ إن خالها ... إلخ، هذا ويرى السهيلي وابن يسعون أن (مهما) حرف في هذا البيت؛ وتكن فعل شرطها، وعند ظرف متعلق بمحذوف في محل نصب خبر تكن تقدم على اسمه، ومن حرف جر زائد، وخليقة اسم تكن مؤخر مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد، وأنظر إعراب هذا البيت وشرحه برقم- ٦١٧ - من كتابنا فتح القريب المجيب.
[٦١ - وأعلم ما في اليوم والأمس قبله ... ولكنني عن علم ما في غد عمى]
المفردات: اليوم: أنظر البيت رقم- ٥ - من معلقة امرئ القيس. الأمس: هذا الاسم إن قرن بأل يعرب بالإجماع ولا يراد به حينئذ أمس بعينه، وإنما يراد به يوم من الأيام التي قبل يومك، أي فإنه نكرة، وإن جرد من أل كان معرفة، ويكون المراد به اليوم الذي قبل يومك الذي أنت فيه ويكون مبنيًا على الكسر في جميع الأحوال، وبه يلغر، فيقال: أي اسم إذا عرف نكر، وإذا نكر عرف، وهذا وقد أريد به في البيت اليوم السابق على يومه، والقرينة كلمة (قبله) كما قد يبنى على الكسر مع اقترانه بأل، وشاهده قول نصيب:
وإني حبست اليوم والأمس قبله ... ببابك حتى كادت الشمس تغرب