للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٣٠ - وما ذرفت عيناك إلا لتضربي ... بسهميك في أعشار قلب مقتل]

المفردات: ذرفت: دمعت، وذرفت العين الدمع سال وجري على الخد. بسهميك: أراد عينيك، قال الأكثرون: استعار اسم السهم للحظ عينيها بسبب تأثيرهما في القلب، وجرحهما إياه، كما أن السهام تجرح الأجساد وتؤثر فيها، ومنه قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (النظرة سهم من مسموم من سهام إبليس) وقال آخرون: أراد بالسهمين المعلى والرقيب من سهام الميسر في الجاهلية.

وشرح ذلك أنهم كانوا في الجاهلية يقامرون بشراء ناقة وذبحها وقسمها عشرة أنصباء، ويشترك في ثمنها عشرة رجال، ثم يجال عليها بالسهام التي هي الفذ والتوءم والرقيب والحلس والنافس والمسبل والمعلى، فالفذ له نصيب إذا فاز، والتوءم له نصيبان، والرقيب له ثلاثة، والحلس له أربعة، والنافس له خمسة، والمسبل له ستة، والمعلى له سبعة، فقوله (بسهميك) يريد: المعلى وله سبعة أنصباء والرقيب، وله ثلاثة أنصباء، فأراد أنك ذهبت بقلبي أجمع كما أن رابح السهمين: الرقيب والمعلى يذهب بكل الجزور، وعلي هذا القول فالأعشار جمع عشر، وأما علي التفسير الأول للسهمين، فيكون معنى (أعشار القلب) قطعه وكسره وأجزاؤه، ورجح التبريزي التفسير الثاني. مقتل: مذلل منقاد، وانظر البيتين السابقين.

المعنى يقول: ما بكيت وذرفت عيناك الدمع إلا لتصيدي قلبي بسهمي دمع عينيك، وتجعلي قلبي مذللًا بحبك غاية التذليل، ومنقادًا لأوامرك كما تريدين، أو المعنى ما بكيت وذرفت عيناك الدمع إلا لتملكي قلبي كله، وتذهبي بجميع أجزائه.

الإعراب: الواو: حرف استئناف. ما: نافية. ذرفت: فعل ماض، والتاء للتأنيث. عيناك: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الألف نيابة عن الضمة

?

<<  <  ج: ص:  >  >>