للإطلاق، وعلى الوجه الثاني فهو مجرور، وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف، والألف للإطلاق، وتكون (أل) زائدة غير مؤثرة فيه، وجملة (لا تبقي ... الخ) معطوفة على ما قبلها لا محل لها أيضًأ.
[٢ - مشعشعة كأن الحص فيها ... إذا ما الماء خالطها سخينا]
المفردات: مشعشعة: رقيقة بسبب مزجها بالماء، ومنه قيل: رجل شعشاع إذا كان طويلًا خفيف اللحم. الحص: الورس، وهو نيت أصفر يكون باليمن تتخذ منه الغمرة للوجه، ويقال في الحص: إنه الزعفران فقد شبه صفرتها بصفرته. فيها: في الخمر. سخينا: قيل: هو فعل ماض، وفيه ثلاث لغات: سخي يسخى سخاء، وسخو يسخو سخاوة، وسخا يسخو سخاوة، وقيل: هو اسم من السخونة، ومعناه على الأول إذا شربناها جدنا بأموالنا كما قال حسان بن ثابت رضي الله عنه قبل إسلامه:
ونشربها فتتركنا ملوكًا ... وأسدًا ما ينهنهنا اللقاء
وعلى الثاني فهو نصب على الحال، وكلام الجوهري مضطرب في هذا البيت، فإنه ذكره في باب (سخن) وقال: وقول من قال: جدنا بأموالنا (أي معنى سخينا) ليس بشيء، وذكره في باب (سخا) وقال: من قال: سخينا من السخونة نصب على الحال ليس بشيء، هذا ويروى (شحينا) بالشين، أي إذا خالطها الماء مملوءة به، والشحن الملء قال تعالى:(في الفلك المشحون).
المعنى يقول للجارية: اسقيني الخمرة ممزوجة بالماء، كأنها من شدة صفرتها بعد امتزاجها بالماء فيها هذا النبت الأصفر، وإذا خالطها الماء، وشربناها ازداد سخاؤها على ما كان عليه قبل شربنا إياها، والمعنى