وإنما المحمل على عاتقه؟ فيقال: قد يكون منه على صدره، فإذا بكى وجرى عليه الدمع ابتل.
المعنى يقول: لقد سالت دموع عيني من فرط وجدي بالمرأتين المذكورتين في البيت السابق، ومن شدة حنيني إليهما حتى بل دمعي حمالة سيفي.
الإعراب: الفاء: حرف عطف وسبب. فاضت: فعل ماض، والتاء للتأنيث. دموع: فاعله، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها في البيت السابق، وهو جواب إذا لا محل لها أيضًا، ودموع مضاف والعين مضاف إليه. مني: جار ومجرور متعلقان بالفعل فاضت، أو هما متعلقان بمحذوف في محل نصب حال من دموع العين. صبابة: مفعول لأجله، وقيل: هو مفعول مطلق، مثل أقبل عبد الله ركضًا، وهذا يعني أنه مصدر مرادف، وقيل هو مصدر وضع موضع الحال، مثل قولك: جاء زيد مشيًا، أي ماشيًا، قال تعالى {قل: أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورًا فمن يأتيكم بماءٍ معين؟ } أي غائرًا. على النحر: جار ومجرور متعلقان بالفعل فاضت. حتى: حرف غاية وجر بعدها أن مضمره، وبعضهم يعتبرها حرف ابتداء. بل: فعل ماض. دمعي: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم، منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة، وياء المتكلم ضمير متصل في محل جر بالإضافة. محملي: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم ... إلخ، وياء المتكلم مضاف إليه، وأن المضمرة بعد حتى والفعل بل في تأويل مصدر في محل، جر بحتى، والجار والمجرور متعلقان بالفعل فاضت، وعلى اعتبار حتى حرف ابتداء، فالجملة الفعلية بعدها مستأنفة لا محل لها، والأول أقوى معنى وأتم سبكًا.
١٣ - ألا رب يوم لك منهن صالح ... ولا سيما يوم بدارة جلجل