٥٣ - فأما يوم خشيتنا عليهم ... فنصبح غارةً متلببينا
المفردات: يوم: انظر البيت رقم -٥ - من معلقة امرئ القيس. الخشية: الخوف، وانظر البيت رقم -١٠٨ - من معلقة طرفة. الغارة: دفع الخيل على من يراد أخذه أو قتاله، والإغارة مثله، يقال: أغرت على العدو إغارة وغارة، وهو بخلاف غار الرجل على أهله يغار غيرة. متلببينا. التلبب: التحزم بالسلاح ويروى الشطر (فتصبح خيلنا عصبا ثبينا) فالعصب الجماعات، وأحدها عصبة، وهي ما بين العشرة والأربعين، قال تعالى:{قالوا: لئن أكله الذئب، ونحن عصبة} وقال أيضأ جل ذكره {وآتينا من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة} وثبين: معناه متفرقين مفرده ثبة، ويقال في جمع ثبة: ثبون وثبات، قال تعالى:{فانفروا ثبات، أو انفروا جميعا} فالأول جمع مذكر سالم، والثاني جمع مؤنث سالم، فعلى جمعه جمع مؤنث سالما قد جمع على القاعدة في ذلك، وهي حذف علامة التأنيث، وهي التاء كما في قولك: فاطمة فاطمات، وإنما جمع جمع مذكر سالما، لأنه قد حذف منه آخره أيضًا، فقيل: المحذوف منه ياء، وقيل: واو، وأما الفراء فيذهب إلى أن هذه المحذوفات ما كان منها أوله مضمومًا منه واو، وما كان أوله مكسورا فالمحذوف منه الياء، ويقول في بنت وأخت مثل هذا وإذا صغرت ثبة قلت في تصغيرها: ثبية، فترد إليها ما حذف منها، مثل قولك: يدية في تصغير يد.
المعنى يقول: في اليوم الذي نخاف فيه على ذرارينا وحرمنا من الأعداء نصبح مغيرين عليهم متحزمين بالسلاح، استعدادا لحربهم.
الأعراب: الفاء: حرف استئناف، أما: أداة شرط وتفصيل وتوكيد، فأما كونها أدارة شرط، لأنها قائمة مقام أداة الشرط وفعل الشرط، بدليل لزوم الفاء