[١٠ - كدأبك من أم الحويرث قبلها ... وجارتها أم الرباب بمأسل]
المفردات: الدأب: العادة والحال والشأن، قال تعالى:{كدأب آل فرعون} وهو مصدر دأب في العمل إذا جد فيه واجتهد، وروى أبو عبيدة (كدينك) وهو بمعنى الأول. الحويرث: تصغير الحارث، وأم الحويرث هي أم الحارث بن حصن بن ضمضم الكلبي التي كان كثير الذكر لها في أشعاره. أم الرباب: امرأة من بني كلب أيضًا، وقيل: هما امرأتان من قضاعة. مأسل: موضع بنجد يقال له: مأسل الحمار، وقيل: هو جبل بعينه، وقيل: هو ماء بعينه.
المعنى يقول: لقيت من وقوفك في هذه الديار، وتذكرك أهلها كما لقيت من أم الحويرث وجارتها أم الرباب، وقيل بل المعنى: لقد أصابك من التعب والنصب من هذه المرأة كما أصابك من هاتين المرأتين.
هذا وإن في هذا البيت التفاتًا بالنسبة للأبيات السابقة، فقد التفت من التكلم إلى الخطاب، وفيه أيضًا تجريد، والتجريد أن ينتزع من أمر ذي صفة آخر مثله فيها مبالغة، فهنا قد جرد من نفسه شخصًا، وخاطبه بذلك.
الإعراب: كدأبك: جار ومجرور، قيل: متعلقان بقوله (قفا نبك) وقيل: الكاف اسم بمعنى مثل صفة لمفعول مطلق محذوف، والتقدير: قفا نبط بكاء مثل عادتك، وقيل: يجوز تعلقهما بشفائي، وأرى أن الجار والمجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر لمبتدأ محذوف، والتقدير حالك وشأنك فيما تقدم كحالك من أم الحويرث، والكاف ضمير متصل في محل جر بالإضافة من إضافة المصدر لفاعله. من أم: جار ومجرور متعلقان بالمصدر قبلهما، وأم مضاف والحويرث مضاف إليه. قبلها: ظرف زمان متعلق بمحذوف في محل نصب حال من أم الحويرث، وها: ضمير متصل في محل جر بالإضافة. الواو: حرف عطف. جارتها: معطوف على أم