جملة جواب الشرط، ولم تقترن بالفاء ولا بإذا الفجائية، ومتى ومدخولها في محل جر صفة ثانية لموطن، ورابط الصفة الضمير المجرور بقوله (فيه) والاستئناف ممكن تأمل وتدبر والله أعلى وأعلم وأجل وأكرم، وصلى الله على الهادي وسلم.
١٠٩ - أرى الموت لا يرعى على ذي جلالة ... وإن كان في الدنيا عزيزًا بمقعد
هذا البيت لم يذكره أحد من شراح المعلقة، وإنما ذكره الدكتور فخر الدين قباوة في تعليقه على شرح التبريزي، نقلًا عن الجمهرة.
المفردات: الموت: انظر البيت رقم -٧١ - لا يرعى: أراد لا يبقي. ذي جلالة: صاحب مهابة ووقار. عزيزًا: قويًا وكريمًا ووجيهًا، وفسر عزيز بقوله تعالى:{وإنه لكتاب عزيز} بمنيع محمي بحماية الله تعالى، وفي قوله تعالى:{وما ذلك على الله بعزيز} بمتعذر، بل هو هين عليه يسير. مقعد: اسم مكان من قعد يقعد، قال تعالى:{إن المتقين في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر}.
المعنى: يقول: أعتقد وأوقن أن الموت لا يترك رجلًا ذا مهابة ووقار، ومهما كان وجيهًا وكريمًا في الدنيا فالموت لا يبقي عليه، بل لا بد من أخذه إياه.
الإعراب: أرى: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف للتعذر، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره أنا. الموت: مفعول به أول. لا: نافية. يرعى: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف للتعذر، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو يعود إلى الموت، والجملة الفعلية في محل نصب مفعول به ثانٍ لأرى إن كانت علمية، وفي محل نصب حال من الموت إن كانت بصرية. على: حرف جر. ذي: اسم مجرور بعلى، وعلامة جره الياء نيابة عن الكسرة لأنه من الأسماء الخمسة، والجار والمجرور