تأخر، فتقول: زيد إن قام والله أكرمه، وزيد والله إن قام أكرمه، ولذلك فقد قيل في هذا البيت: إن اللام زائدة لا موطئة للقسم، فلم يكن هناك قسم، بل شرط فقط، وقال الفارضي: يحتمل أنه للقسم، وحذفت الياء للشعر، وأما إن تقدم عليهما ذو خبر فيجاب الشرط، ويحذف جواب القسم مطلقًا، لأنه يلزم على إسقاط جوابه إخلال في الجملة التي الشرط منها، والقسم إنما جئ به لمجرد التوكيد، والكلام (لئن ... الخ) مستأنف لا محل له.
[٦٢ - لا تنتهون، ولن ينهي ذوي شطط ... كالطعن يهلك فيه الزيت والفتل]
المفردات. لا تنتهون: ويروى (أتنتهون) والانتهاء الكف عن الشيء، الشطط: الجور والظلم، قال تعالى حكاية عن قول الجن:{وأنه كان يقول سفيهنا على الله شططًا} يهلك: ويروى يذهب، وهما بمعنى يغيب. الفتل: بضمتين جمع فتيلة، وأراد فتيلة الجراحة، التي توضع بالجرح.
المعنى يقول: أنتم لا تكفون عن الأذى والضرر بالمعروف، ولا يكفكم عن ظلمكم إلا الطعن الشديد الواسع الذي تغيب فيه الفتل إذا بلت بالزيت، والتي توضع عليه لأجل مداواته وتجفيفه.
الإعراب. لا: نافية. تنتهون: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة، والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل، والجملة الفعلية مستأنفة لا محل لها. الواو: حرف عطف. لن: حرف نفي ونصب واستقبال. ينهي: فعل مضارع منصوب بلن، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على الألف للتعذر. ذوي: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، وحذفت النون للإضافة، وذوي مضاف وشطط مضاف إليه (كالطعن) الكاف: اسم بمعنى مثل فاعل ينهي، مبني على الفتح في محل رفع، وهو مضاف والطعن مضاف إليه. يهلك: