بعدها أن مضمرة. تدافع: فعل ماض. منه: جار ومجرور متعلقان بالفعل تدافع. الربو: فاعل. فالحبل: معطوف على سابقه بالفاء العاطفة، وأن المضمرة بعد حتى والفعل تدافع في تأويل مصدر في محل جر بحتي، والجار والمجرور متعلقان بالفعل يجري.
[٤٥ - حتى تحمل منه الماء تكلفة ... روض القطا، فكثيب الغينة السهل]
المفردات. تكلفة: مشقة وجهدًا. روض القطا: أنظر شرح الروض في البيت -٢٤ - من معلقة عنترة، والقطا نوع من الطيور مثل الحمام، واحدته قطاة، وروض القطا اسم مكان. الكثيب: في الأصل التل من الرمل، وجمعه كثب وكثبان واكثبة، والغينة الأشجار الملتفة بلا ماء، وكثيب الغينة المراد به هنا مكان معين. السهل: بكسر الهاء، وقال النحاس: بفتح الهاء والمراد السهل بسكون الهاء، ففتح الهاء لأنها من حروف الحلق، وكل ما كان ثانيه حرفًا من حروف الحلق جاز عند القراء أن يفتح.
هذا والماء أصله موه بفتح الميم والواو، فتحركت الواو وانفتح ما قبلها، فقلبت ألفًا، فصار (ماه) فلما اجتمعت الألف والهاء، وكلاهما خفي، قلبت الهاء همزة، ودليل ذلك أن جمعه أمواه ومياه، وتصغيره مويه، وأصل ياء مياه واو، لكنها قلبت ياء لانكسار ما قبلها في جمع أعلت في مفرده، كما قالوا في دار وديار، وقيمة وقيم، ومثله قولهم: سوط وسياط، وحوض وحياض، وثوب وثياب، وثور وثيرة، ويقال في تعريف الماء: هو جسم رقيق مائع به حياة كل نام، وقيل في حده: هو جوهر سيال به قوام الأرواح، كيف لا، وقد قال الله ممتنًا على الخليقة جمعاء:{وأنزلنا من السماء ماءً طهورًا، لنحيي به بلدةً ميتًا ونسقيه مما خلقنا أنعامًا وأناسي كثيرًا}.
المعنى يقول: لقد تحمل روض القطا من الماء ما لا يطيق إلا بمشقة