هو عبيد بن الأبرص، بن حنتم، وقيل: ابن جشم من بني أسد، ويتصل نسبه بمضر، كان اسم أمه أمامة، ولا يعرف زمن مولده، وكان يعد في شعراء الجاهلية من الطبقة الأولى، على أن محمد بن سلام جعله في الطبقة الرابعة من شعراء الجاهلية، وقرن به طرفة وعلقمة بن عبدة، وقال فيه: عبيد بن الأبرص قديم الذكر، عظيم الشهرة، وشعره مضطرب، ذاهب لا أعرف إلا قوله في كلمته:(أقفر من أهله ملحوب) ولا أدري ما بعد ذلك.
وعبيد سيد من سادات قومه، وفرسانهم المشهورين، وكان في أيامه حجر بن الحارث أبو امرئ القيس الشاعر ملكًا على بني أسد، فنادمه عبيد، ثم تغير عليه حجر، وأخذ يتوعده في شيء بلغه عنه، ثم استصلحه، فقال عبيد يخاطبه:
أبلغ بني كرب عني وإخوته ... قولًا سيذهب غورًا بعد أنجاد
ولما تمرد بنو أسد على حجر، وأبو أن يدفعوا الجباية، وقتلوا رسله، غضب وسار إليهم بجنده، وأخذ أشرافهم، وجعل يقتلهم بالعصا، فسموا عبيد العصا، وحبس منهم عمرو بن مسعود بن كندة، بن فزارة الأسدي، وكان