فقد فاح ريحها، فكأن ريح فمها ريح تلك الفارة، وقال أبو محمد الرستمي: القسيمة عندي الساعة التي تكون قسمًا بين الليل والنهار، وفي تلك الساعة تغير الأفواه، وقيل: هي العير التي تحمل المسك. سبقت عوارضها .. الخ: معناه صارت إليك رائحتها قبل أن تقبلها، فكيف إذا قبلتها. العوارض: ما خلف الرباعية من الأسنان، ويقال: العوارض ما خلف الضواحك من ذا الشق ومن ذا الشق، وقال أبو جعفر: العوارض الضواحك، وأراد الأسنان كلها، لم يرد العوارض وحدها، والعوارض جمع عارض، قال التبريزي: وهذا الجمع الذي على فواعل لا يكاد يجئ إلا جمع فاعلة، نحو ضاربة وضوارب وإذا نظرت البيت رقم -٨٧ - من معلقة لبيد علمت أن (العارض) اسم مثل كاهل وعاتق، فجمعه على عوارض صحيح لا غضاضة فيه تأمل وتدبر والله يهديني وإياك طريق الحق والصواب.
المعنى يقول: كأن فارة مسك عطار بقسيمة فاحت رائحتها، وسبقت عوارض الحبيبة إليك من فمها قبل أن تقبلها، فكيف إذ قبلتها.
الإعراب. كأن: حرف مشبه بالفعل. فارة: اسمها، وهو مضاف وتاجر مضاف إليه. بقسيمة: جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة فارة تاجر. سبقت: فعل ماض، والتاء للتأنيث، والفاعل ضمير مستتر تقديره هي يعود إلى فارة تاجر. عوارضها: مفعول به، وها: ضمير متصل في محل جر بالإضافة، وجملة (سبقت عوارضها) في محل رفع خبر كأن؛ وجملة (كأن ... الخ) مستأنفة لا محل لها من الإعراب. إليك: جار ومجرور متعلقان بالفعل سبقت. من الفم: جار ومجرور متعلقان به أيضًا.
٢٤ - أو روضةً أنفًا تضمن نبتها ... غيث قليل الدمن ليس بمعلم
المفردات. الروضة: هي المكان المطمئن يجتمع إليه الماء، فيكثر