مثله، وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف لألف التأنيث الممدودة، وهي علة تقوم مقام علتين هذا هو الإعراب الظاهر، وأرى أنه منصوب بفعل محذوف يفسره الفعل المذكور بعده على حد قوله تعالى:{والظالمين أعد لهم عذابًا أليمًا} ولو رفعت تيماء على الابتداء فلست مفندًا كما قرئ {والظالمون أعد لهم عذابًا أليمًا} لم: حرف نفي وقلب وجزم. يترك: فعل مضارع مجزوم بلم، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو يعود إلى الماء المذكور في الأبيات السابقة. بها: جار ومجرور متعلقان بالفعل فبلهما. جذع: مفعول به، وهو مضاف ونخلة مضاف إليه، وجملة (لم يترك ... الخ) في محل نصب حال من تيماء على اعتبارها مجرورة بالعطف، ولا محل لها على اعتبار تيماء منصوبة لأنها مفسرة، وفي محل رفع خبر على اعتبارها مرفوعة، وهو على الاستئناف والمعنى أقوى من الوجهين السابقين. الواو: حرف عطف. لا: زائدة لتأكيد النفي. أجمًا: معطوف على جذع نخلة. إلا: أداة حصر. مشيدا: مفعول به ثان ليترك، وقال الأنباري: منصوب على الحال من الأجم، ولا وجه له وإن اعتبرته مستثنى فالمعنى لا يأباه. بجندل: جار ومجرور نائب فاعل مشيدًا لأنه اسم مفعول.
٨٨ - كأن ثبيرًا في عرانين وبله ... كبير أناسٍ في بجادٍ مزمل
المفردات: ثبير: اسم جبل بعينه، ويروى أبانا، قال الأصمعي: هما أبانان: جبل أبيض وجبل أسود، وهما لبني عبد مناف بن درام. العرانين: جمع عرنين، وهو معظم الأنف أو كله، وعرنين الأنف تحت مجتمع الحاجبين حيث يكون الش؟ ر، ويروى مكانه (أفانين) أي ضروب، وعلى الأول يكون قد استعار العرانين لأوائل المطر، لأن الأنوف تتقدم الوجوه، أي إنه أراد به الأول من الوبل، وهو المطر الغزير، واحده وابل، قال تعالى:{فإن لم يصبه وابلٌ فطل} ويروى مكان وبله (ودقه) والودق