للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الشعر، وجملة (يطيع العوالي) في محل رفع خبر إن، والجملة الأسمية (إنه ... الخ) في محل جزم جواب الشرط، وخبر المبتدأ الذي هو (من) مختلف فيه على نحو ما رأيت في البيت رقم- ١٥ - هذا ويروى (مطيع) بدل (يطيع) فيكون خبر إن مرفوعًا، وهو مضاف والعوالي مضاف إليه مجرور، وعلامه جره كسرة مقدرة على الياء للثقل، ولا ضرورة حينئذ، وتكون الإضافة من إضافة اسم الفاعل لمفعوله: وفاعله ضمير مستتر فيه. ركبت: فعل ماض مبني للمجهول، والتاء للتأنيث، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هي يعود إلى العوالي، وهو المفعول الأول. كل: مفعول به ثان، وهو مضاف ولهذم مضاف إليه، وجملة (ركبت كل لهذم) في محل نصب صفة العوالي على اعتبار (أل) فيه للجنس، أوفي محل نصب حال منه على اعتبارها للتعريف، والجملة الاسمية (من .... الخ) مستأنفة لا محل لها.

٤٩ - ومن يُوف لا يُذمم، ومن يُفض قلبه ... إلى مطمئن البر لا يتجمجم

المفردات. يوفي: مضارع من أوفى، ويجيء يفي من وفى لغتان جيدتان، والأولى أجود، وبها جاء القرآن الكريم قال تعالى: {وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم} يفضي قلبه: معناه يصير قلبه، ويروى (يُهْدَ) بدل (يفض) من الهداية. مطمئن البر: خالصه، والبر كلمة جامعة لخصال الخير الدنيوية والأخروية. لا يتجمجم: لا يتردد في عمل الخير، بل يمضيه على وجهه، هذا وانظر الوعد وخلفه الوفاء به في البيت رقم- ١٢٠ - من معلقة طرفة.

المعنى يقول: ومن يوف بعهده ر يلحقه ذم، كيف لا؟ والوفاء بالعهد من علامات الإيمان، والخلف من علامات النفاق كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم، ومن هدي قلبه إلى عمل صالح يطمئن القلب إلى حسنه، ويستقر ويسكن إلى وقوعه موقعه لا يتردد في إسدائه، كيف لا؟

<<  <  ج: ص:  >  >>