مبارك أنزلناه} تغتدي: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء للثقل، والفاعل ضمير مستتر تقديره هي، والجملة الفعلية معطوفة بالواو العاطفة على الجملة السابقة على الوجهين المعتبرين فيها. تأمل وتدبر، وربك أعلم، وأجل وأكرم.
١٣ - أمون، كألواح الإران نسأتها ... على لاحبٍ، كأنه ظهر برجد
المفردات: أمون: هي التي يؤمن عثارها، وهو من خير ما تتصف به الحيوانات. الألواح: جمع لوح، وهو ما يكون من الخشب والحديد وغير ذلك. الإران: تابوت عظيم كانوا يحملون فيه سادتهم وكبراءهم دون غيرهم، والإران في غير هذا النشاط والمرح. نسأتها: بالسين ضربتها بالمنسأة، وهي العصا، قال تعالى:{فلما قضينا عليه الموت، ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته} ويروى (نصأتها) بالصاد، وهو بمعنى الأول وقيل: نصأتها قدمتها، ونسأتها أخرتها. لاحب: طريق واضح بين، مؤثر فيه، وهو يحتمل وجهين: أحدهما أن يكون على بابه، أي فهو اسم فاعل فكأنه يلحب أخفاف الإبل، أي يؤثر فيها والثاني أنه بمعنى ملحوب مثل قوله تعالى:{خلق من ماءٍ دافق} فهو بمعنى ماء مدفوق. برجد: كساء فيه خطوط، وظهره وسطه، وقال أحمد بن عبيد: أراد كأنه برجد، وعليه فظهر مقحم إقحامًا لضرورة الشعر، إذ لم يرد الظهر دون البطن.
المعنى: يقول: إن الناقة التي أمضي همي بركوبي عليها، موثقة الخلق، يؤمن عثارها في سيرها وعدوها، وعظا ظهرها كألواح التابوت العظيم، أضربها عندما يقتضي ضربها بعصاة على طريق واضح ين كأنه كساء مخطط، فيظهر من بعيد بسبب الخطوط الموجودة فيه.
الإعراب: أمون: بالجر صفة أخرى للناقة المذكورة في البيت السابق، ويجوز رفعه على اعتباره خبرًا لمبتدأ محذوف. كألواح: جار ومجرور متعلقان