للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فأنشدته بيتًا، فقال: حسبك، ثم قال: من هريرة التي تشببت بها؟ قلت: لا أعرفها، وسبيلها سبيل التي قبلها؛ أعني سمية، فنادى: يا هريرة، فإذا جارية قريبة السن من الأولى، فقال: أنشدي عمك قصيدتي التي هجوت بها أبا ثابت يزيد بن مسهر، فأنشدتها من أولها إلى آخرها ما حرفت منها حرفًا واحدًا، فسقط في يدي ووتحيرت، وتغشتني رعدة، فلما رأى ما نزل بي، قال: ليفرح روعك أبا بصير أنا هاجسك مسحل بن أوثائة الذي ألقي على لسانك الشعر، فسكنت نفسي، ورجعت إلي، وسكن المطر، فقلت له: ادللني على الطريق، فدلني عليه، وأراني سمت مقصدي، وقال: لا تعج يمينًا ولا شمالًا حتى تقع ببلاد قيس. والله أعلم بصحة ذلك. هذا والمعلقة من البحر البسيط.

١ - ودع هريرة، إن الركب مرتحل ... وهل تطيق وداعًا أيها الرجل؟

المفردات: ودع: أمر من ودَّع يودِّع، تقول: ودع المسافر القوم خلفهم وتركهم خلفه، وودع القوم المسافر شيعوه إذا خرج من عندهم، قال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: {ما ودعك ربك وما قلى} هريرة: قينة كانت لرجل من آل عمرو بن مرثد، أهداها إلى قيس بن حسان بن ثعلبة بن عمرو بن مرثد، فولدت له خليدًا المذكور في البيت- ١٩ - وكان قد تغزل بها الشاعر هذا ما نقله التبريزي عن أبي عبيدة، وأنظر المقدمة. الركب: أنظر البيت رقم- ١٤ - من معلقة عنترة. هل: استفهام بمعنى النفي. تطيق: تستطيع وتتحمل، وأنظر إعلال (تبدي) في البيت- ٤٣ - من معلقة امرئ القيس فهو مثله.

المعنى يقول: ودع عشيقتك هريرة، لأن الركب سيرتحل قريبًا، ثم استدرك بقوله: وهل باستطاعتك أن تتحمل وداعها؟ والمعنى لا تستطيع أن تتحمل ذلك، والركب المرتحل يحتمل أن يكون ركبه، وأن يكون ركبها، وفي

<<  <  ج: ص:  >  >>