المعنى يقول: إن المطر قد نزل على النبت المذكور في بيت سابق صبًا وتساكبًا، فكل عشية يجري عليه الماء من السحاب حالة كونه غير منقطع عنها، وإنما خص وقت العشي بالذكر لأن الزهر والنبات أحوج إلى الماء بالعشي من غيره، وقال ابن الاعرابي: خص مطر العشي لأنه أراد الصيف، فأكثر ما يكون مطره بالعشي-.
الإعراب. سحًا: مفعول مطلق عامله من غير لفظه، وهو قوله (جادت) في البيت السابق، مثل قول العرب (هو يدعه تركًا) وإن اعتبرت عامله محذوفًا، التقدير: تسح سحًا فلست مفندًا، وتكون الجملة هذه تابعة لبكر حرة. الواو: حرف عطف. تساكبًا: معطوف على سابقه، فهو مفعول مطلق أيضًا. الفاء: حرف عطف. كل: ظرف زمان أخذ الظرفية من المضاف إليه، متعلق بالفعل يجري بعده، وكل مضاف وعشية مضاف إليه. يجري: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء للثقل. عليها: جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما. الماء: فاعل يجري، والجملة الفعلية معطوفة على جملة (جادت ... الخ) في البيت السابق لا محل لها مثلها. لم: حرف نفي وقلب وجزم. يتصرم: فعل مضارع مجزوم بلم، وعلامة جزمه السكون المقدر على آخره، منع من ظهوره اشتغال المحل بالكسر العارض لضرورة الشعر، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو يعود إلى الماء، والجملة الفعلية في محل نصب حال من الماء، والرابط ضمير فقط، وهو رجوع الفاعل.
المفردات. خلا الذباب: معناه قد خلا هذا المكان له، فليس فيه شيء يزاحمه، ولا يفزعه، فهو يصوت في رياضه، والذباب واحد يؤدي عن جماعة، والدليل على ذلك قوله تعالى: {وإن يسلبهم الذباب شيئًا لا يستنقذوه