للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٣ - تصد وتبدي عن أسيٍل وتتقي ... بناظرة من وحش وجرة مطفل

المفردات: تصد: تعرض، قال تعالى: {وإذا قيل لهم: تعالوا إلى ما أنزل الله، وإلي الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودًا} والصد أيضًا الصرف والدفع، قال تعالى: {الذين كفروا، وصدوا عن سبيل الله أضل أعمالهم} ويروى (تصدى) أي تتصدى، بمعنى تتعرض لتنظر، فقد حذفت منه إحدى التاءين كما رأيت في البيت -٢٥ - تبدي: تظهر، وهو مضارع أبدي، والقياس فيه تؤبدي، استثقلت الضمة على الياء فحذفت، ثم حذفت الهمزة للتخفيف، حملا على أبدي الذي كان أصله أأبدي، فحذفت همزته الثانية للتخلص من ثقل الهمزتين، ويجري هذا الإعلال في كل فعل ثلاثي مزيد فيه الهمزة في أوله، مثل أضحي ويضحي، وأمسي يمسي، وأكرم يكرم، وهلم جرا، وقد يجئ على القياس، وهو الأصل المهجور كما في قول أبي حيان الفقعسي:

فإنه أهل لأن يؤكرما. ولا تنس أن الهمزة المزيدة تحذف من اسمي الفاعل والمفعول المأخوذين من الفعل الثلاثي المزيدة فيه الهمزة، وذلك مثل مكرم ومكرم، والقياس مؤكرم ومؤكرم، وقس على ذلك تنبه لذلك واحفظه، والله ينفعك به.

أسيل: أي خد ناعم طويل. تتقي: الاتقاء الحجز بين الشيئين، يقال: اتقيته بترس، أي جعلت الترس بيني وبينه، وقال بعضهم: معنى قوله تتقي، تتقي بعينها من تخافه من أوليائها. ناظرة: عين ناظرة. وحش: جمع وحشي: ويقال له: اسم جنس جمعي يفرق بينه وبين واحدة بالياء، ومثله زنج وزنجي، وروم ورومي، وعرب وعربي. وجرة: اسم موضع، وأراد بوحش وجرة ظباءها. مطفل: هي التي لها طفل ترضعه، ويقال في عدم تأنيثه ما قيل في عدم تأنيث (مرضع) في البيت رقم -٢٣ - .

<<  <  ج: ص:  >  >>