سبعة ستور, وهند تسمع, فلما سمعتها قالت: تالله ما رأيت كاليوم قط رجلًا يقول مثل هذا القول يكلم من وراء سبعة ستور, فقال الملك: ارفعوا سترًا. فدنا, فما زالت تقول ويرفع ستر فستر حتى صار مع الملك على مجلسه, ثم أطعمه من جفنته, وأمر ألا ينضح أثره بالماء, وجز نواصي السبعين الذين كانوا في يديه من بكر, ودفعها إلى الحارث, وأمره ألا ينشد قصيدته إلا متوضئًا, فلم تزل تلك النواصي في بني يشكر بعد الحارث.
قال أبو عبيدة: أجود الشعراء قصيدة واحدة جيدة طويلة ثلاثة نفر. عمرو بن كلثوم، والحارث بن حلزة, وطرفة بن العبد.
وقال التوزي: زعم الأصمعي أن الحارث قال قصيدته, وهو يومئذ قد أتت عليه من السنين خمس وثلاثون ومائة سنة, هذا والمعلقة من البحر الخفيف.
١ - آذنتنا ببينها أسماء ... رب ثاوٍ يمل منه الثواء
المفردات. آذنتنا: أعلمتنا, قال تعالى: {فهل أذنتكم على سواءٍ} أي أعلمتكم, وقال تعالى: {وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر أن الله بريء من المشركين ورسوله} والأذان للصلاة الإعلام بدخول وقتها. البين: انظر البيت رقم -٥ - من معلقة امرئ القيس. أسماء: علم على امرأة غير معينة على عادة الشعراء من افتتاح قصائدهم بالتشبب بامرأة معينة أو غير معينة, وإعلال أسماء مثل إعلال آباء في البيت رقم -٨٦ - من معلقة عمرو بن كلثوم. ثاو: مقيم, وإعلاله مثل إعلال (واد) في البيت رقم -٦٠ - من معلقة امرئ القيس. يمل: من الملال؛ وهو السآمة من الشيء. الثواء: الإقامة, والثواء لا يمل, وإنما يمل منه, فالتقدير: رب ثاو يمل من ثوائه, وهو مصدر, واسم المكان منه مثوى, قال تعالى عن نار جهنم: {وبئس مثوى الظالمين}.
المعنى يقول: لقد أعلمتنا أسماء بعزمها على فراقنا مع كراهتنا لفراقها