للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الحرب، والجملة الفعلية لا محل لها لأنها معطوفة مع الجملتين قبلها على جملة لا محل لها.

٣٣ - فتنتج لكم غلمان أشأم كلهم ... كأحمر عادٍ، ثم ترضع فتفطم

المفردات. تنتج: انظر شرحه في البيت السابق- غلمان: جمع غلام، وانظر البيت رقم- ٦٨ - من معلقة امرئ القيس-. أشأم: فيه قولان: أحدهما أنه بمعنى المصدر كأنه قال: غلمان شؤم، وأشأم هو الشؤم بعينه، والقول الآخر أن المعنى غلمان امرئ أشأم، أي مشؤوم، وقيل: هو مبالغة مشؤوم كما أن أيمن مبالغة ميمون، وجمعه أشائم، وجمع مشؤوم مشائيم. أحمر عاد: أراد أخمر ثمود عاقر الناقة، واسمه قدار، فاضطره الشعر إلى عاد، فقال ذلك على جهة الغلط، ومثله في الشعر كثير، وقال أبو العباس محمد بن يزيد المبرد: هذا ليس بغلط لأن ثمود يقال لها: عاد الآخرة، ويقال لقوم هود عاد الأولى، والدليل على هذا قوله تعالى: {وأنه أهلك عادًا الأولى} ثم ترضع فتفطم: معناه أن أمرها يطول عليكم، ولا يسرع انكشافها عنكم، حتى تكون بمنزلة من يلد ويرضع فيفطم، وترضع من أرضع الرباعي، وأما الثلاثي فهو في لغة أهل نجد رضع يرضع رضاعًا، وفي لغة تهامة رضع يرضع، والرضاع بفتح الراء وكسرها؛ وكذا الرضاعة، وانظر البيت- ٢٣ - من معلقة امرئ القيس.

المعنى يقول: إن بقيت الحرب مستمرة، فتلد لكم أبناء في أثنائها، كل واحد منهم يشبه عاقر ناقة صالح في الشؤم والفساد، ثم ترضعهم الحروب وتفطمهم، أي تكون ولادتهم ونشؤوهم في الحرب، فيصحبون مشائيم على آبائهم وأمهاتهم.

الإعراب. الفاء: حرف عطف. تنتج: فعل مضارع معطوف على ما

<<  <  ج: ص:  >  >>