المعنى يقول: إن تكن الديار المذكورة في الأبيات السابقة، قد تغيرت حالها وأوضاعها، وقطنتها الوحوش الشاردة بدلًا من أهلها فليست أول ما خلا من الديار، ولا غرابة في ذلك ولا عجب.
الإعراب. إن: حرف شرط جازم. يك: فعل مضارع ناقص فعل الشرط مجزوم، وعلامة جزمه السكون على النون المحذوفة للتخفيف. حول: فعل ماض مبني للمجهول. منها: جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما. أهلها: تنازعه كل من الفعلين السابقين، فالأول يطلبه اسمًا له، والثاني يطلبه نائب فاعل، ولم يضمر في أحدهما، مع أن الواجب الإضمار، ولو أضمر لبرز الضمير لأن أهلها اسم جمع كما رأيت، وعلى كل فالجملة الفعلية (حول ... الخ) في محل نصب خبر (يك) والاسم إما أهلها، وقد تأخر عن الخبر، أو هو ضمير، ويقال في حول مثله، وجملة (يك ... الخ) ابتداية لا محل لها، ويقال لأنها جملة شرط غير ظرفي. الفاء: واقعة في جواب الشرط. لا: نافية. بدئ: خبر لمبتدأ محذوف، التقدير: فلا هي بدئ، ويجوز أن تكون (لا) نافية حجازية، وبدئ اسمها، وخبرها محذوف، التقدير: فلا بدئ فيها، والأول أقوى، وعلى كل فالجملة اسمية، وهي في محل جزم جواب الشرط. الواو: حرف عطف. لا: زائدة لتأكيد النفي. عجيب: معطوف على بدئ، وإن ومدخولها كلام مستأنف لا محل له.
[١٣ - أويك قد أقفر منها جوها ... وعادها المحل والجدوب]
المفردات. يك: مثل البيت السابق. أقفر: خلا من سكانه. جوها: وسطها. عادها: أصابها مرة بعد مرة، وأصله من عيادة المريض. المحل والجدوب: بمعنى واحد، و (قد) زائدة في البيت كما في البيت رقم -٤ - حيث زيدت فيه (من).