للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مضاف وجندل مضاف إليه من إضافة الصفة إلى الموصوف.

[٥٩ - وقربة أقوام جعلت عصامها ... على كاهل مني ذلول مرحل]

المفردات: القربة: وعاء يجعل فيه اللبن، أو السمن، أو الماء يتخذ من جلود الماعز على الغالب. أقوام: جمع قوم، وهو جمع لا واحد له من لفظه، مثل معشر ورهط ونفر، وهو يطلق على الرجال دون النساء بدليل قوله تعالى: {يا أيها الذين امنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرًا منهم، ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرًا منهن} وقال هير بن أبي سلمى المزني:

وما أدرى-وسوف إخال أدري ... أقوم آل حصن، أم نساء؟

وربما دخل فيه النساء على سبيل التبع كما في إرسال الرسل لأقوامهم، إذ إن كل لفظ (يا قوم) في القرآن الكريم، إنما يراد به الرجال والنساء جميعًا لأن المرأة مدعوة إلى الإيمان بالله والعمل الصالح كالرجل. جعلت: وضعت. عصامها: العصام وكاء القربة التي يربط فمها فيه. الكاهل: أعلى الظهر عد مركب العنق فيه. ذلول موطأ. مرحل: معود أن يرحل عليه. فهو مبالغة الرحل، يقال: رحلته إذا كررت رحله.

المعني يقول: كثير من القرب جعلت وكاءها ورباطها على كاهل مذلل معود أن يرحل عليه مرة بعد أخرى، وفي هذا المعني تأويلان: أحدهما انه تمدح بتحمل أثقال الحقوق، ونوائب الأقوام من قرى الأضياف، وإعطاء العفاة ما يبتغون، ودفع الديات عن المقاتلين، وغير ذلك، ويكون قد استعار حمل القرية لتحمل الحقوق، ثم ذكر الكاهل لأنه موضع القرية من حاملها، وعبر بكون الكاهل ذلولًا مرحلًا عن اعتباره تحمل الحقوق، والتأويل الثاني أنه تمدح بخدمته الرفقاء في السفر، وحمله سقاء الماء على كاهل قد مر عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>