مضاف وغروب مضاف إليه. واضح: صفة ثانية للموصوف المحذوف. عذب: يروى بالجر والرفع مثل لذيذ، فالجر على أنهما صفتان لثغر المحذوف، ومتقبله فاعل بعذب، والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة، ولذيذ مضاف والمطعم مضاف إليه من إضافة الصفة المشبهة لفاعلها، والرفع على أنه خبر مقدم، ومقبله مبتدأ مؤخر، ولذيذ خبر بعد خبر، وعليه فالجملة الاسمية الناتجة من ذلك صالحة للوصفية والحالية من ثغر المحذوف الموصوف بما تقدم على حد قوله تعالى:{وهذا ذكر مبارك أنزلناه}.
[٢٢ - وكأنما نظرت بعيني شادن ... رشأ من الغزلان ليس بتوءم]
هذا البيت لم يذكره أحد من شراح المعلقة، وإنما ذكره الدكتور فخر الدين قباوة في تعليقه على شرح التبريزي، وهو في الديوان.
المفردات. شادن: من شدن الغزال يشدن من باب دخل إذا قوي وطلع قرناه، واستغنى عن أمه، وربما قالوا: شدن المهر، أي كبر، فإذا قالوا: شادن ولم يذكروا معه موصوفًا فلا يريدون غير ولد الظبية. رشأ: هو الصغير الذي قوي من أولاد الظباء، من استرشى الفصيل طلب الرضاع قاموس، فصار معناه رضيعًا. ليس بتوءم: انظر البيت رقم -٧٢ - الآتي.
المعنى يقول: نظرت إلى المحبوبة، وكأنها نظرت بعيني ولد ظبية رضيع منفرد في بطن أمه، وفي رضاعه، فهو قوي غير ضعيف وغير هزيل.
الإعراب. الواو: حرف استئناف. كأنما: كافة ومكفوفة. نظرت: فعل ماض، والتاء للتأنيث، والفاعل ضمير مستتر تقديره هي يعود إلى من يتحدث عنها، والجملة الفعلية مستأنفة لا محل لها من الإعراب. بعيني: جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما، وعلامة الجر الياء نيابة عن الكسرة لأنه مثنى، وحذفت النون للإضافة، وعيني مضاف وشادن مضاف إليه، وهو صفة لموصوف