مستتر تقديره هو يعود إلى من. ثمانين: مفعول به أو هو ظرف لأن تمييزه ظرف منصوب، وعرمة نصبه الياء نيابة عن الفتحة أنه ملحق بجميع المذكر السالم، والنون بدل من التنوين في الاسم المفرد. حولاً: تمييز (لا أبالك) لا: نافية للجنس تعمل عمل إن. أبا: اسم لا مبني معها الألف في محل نصب. لك: جار ومجرور متعلقات بمحذوف في محل رفع خبر لا، كما جوز أن يكونا متعلقين بمحذوف صفة أبا، فيكون الخبر محذوفًا، وهذا على أن اللام الجارة أصلية، ويكون (أبا) منونًا، وجوز أن تكون اللام زائدة كالجر بالباء، وهي زائدة، وإنما أقحمت مراعاة لعمل (لا) لأنها لا تعمل إلا في النكرات، وثبتت الألف مراعاة للإضافة، وإن قلنا: إن اللام الزائدة غير جارة، فتكون الكاف في محل جر بالإضافة، ويلزم من ذلك تعريف اسم لا، وهو مناف لشرط تنكيره، وخبر لا محذوف، التقدير: لا أبالك موجود. يسأم: فعل مضارع جواب الشرط مجزوم، وعلامة جزمه السكون المقدر على آخره منع من ظهوره اشتغال المحل بالكسر العارض لضرورة الشعر، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو يعود إلى من، وخبر المبتدأ الذي هو (من) مختلف فيه، كما رأيت في البيت رقم- ١٥ - ، والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها لا محل لها مثلها، وإن اعتبرتها في محل نصب حال من تاء الفاعل في (سئمت) فيكون الرابط الواو فقد على حد قوله تعالى: {قالوا: لئن أكله الذئب ونحن عصبة} وإن اعتبرتها مستأنفة فلا محل لها ولا تنس أن جملة (لا أبالك) معترضة بين فعل الشرط وجوابة، والغرض من ذلك التزيين والتحسين.
[٥٩ - رأيت المنايا خبط عشواء من تصب ... تمته، ومن تخطئ يعمر فيهرم]
المفردات. المنايا: انظر البيت- ٦١ - من معلقة طرفة. الخيط: الضرب باليد. العشواء: الناقة التي لا تبصر ليلاً، وهي تأنيث الأعشى، ويقال في المثل: هو يخبط خبط عشواء، أي قد ركب رأسه في الضلالة كالناقة