كل فالجملة الفعلية لا محل لها من الإعراب، لأنها واقعة في جواب الطلب، وانظر رأي الجمهور في جزم مثل هذا الفعل في البيت رقم -١ - .
[٢٨ - أغرك مني أن حبك قاتلي ... وأنك مهما تأمري القلب يفعل؟]
المفردات: غرك: خدعك وحملك على الاغترار، قال تعالى:{وغركم بالله الغرور} ورجل غر وغرير مجرب للأمور، والغرة الغفلة. قاتلي: مذللي ومستعبدي، والقتل التذليل والاستبعاد. القلب: قيل أراد قلبه، ويكون الاستفهام للتقرير، وقيل: أراد قلبها.
المعنى يقول: قد غرك مني أن حبي لك مذللي ومستعبدي، وأن قلب منقاد لأوامرك بحيث تأمرينه لا يعصيك بشي، أو المعنى قد غرك مني ظان حبك مذللي، وأنك تملكين قلبك بحيث تأمرينه لا يعصيك بشيء، فتظنين أني أملك عنان قلب كما ملكت عنان قلبكن حتى يسهل على فراقك كما يسهل عليك فراقي، ومن الناس من حمله على مقتضى الظاهر، وقالك معنى البيت: أتوهمت وظننت أن حبك يقتلني، وأنك مهما أمرت قلبي بشيء فعله؟ أي ليس الأمر كام تظنين، فإني مالك قلبي، ولا أسأل عنك، والقول الأول هو الأليق بالمقام.
الإعراب: الهمزة: حرف استفهام وتقدير على المعنى الأول في البيت، وحرف استفهام على المعنى الثاني فيه، والأول أولى. غرك: فعل ماض، والكاف ضمير متصل في محل نصب مفعول به. مني: جار ومجرور
متعلقان بالفعل قبلهما. أن: حرف مشبه بالفعل. حبك: اسم أن منصوب، والكاف ضمير متصل في محل جر بالإضافة من إضافة المصدر لمفعوله، وفاعله محذوف، إذ التقدير: حبي إياك. قاتلي: خبر أن مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم، منع من ظهورها