١٧ - تريع إلى صوت المهيب، وتتقي ... بذي خصل، روعاتٍ أكلف ملبد
المفردات: تريع: ترجع إلى صوت الراعي إذا دعاها. المهيب: الذي يصبح بها هوب هوب. تتقي: تدفع الفحل، وتحفظ نفسها منه إذا كانت حاملًا، وذلك لأن الناقة إذا كانت حاملًا اتقت الفحل بحركة ذنبها، فيعلم الفحل أنها حامل فلا يقربها، وأصل تتقي توتقي، قلبت الواو تاء، ثم أدغمت التاء بالتاء. بذي خصل: أراد بذنب ذي خصل، والخصل جمع خصلة من الشعر، وهي حزمة منه. روعات: جمع روعة من الروع، وهو الفزع، وهو بفتح الراء المشددة، وقدر يراد به الحرب من باب إطلاق المسبب، وإرادة السبب، وانظر البيت رقم -١٦ - من معلقة عنترة. والروع بضم الراء القلب والعقل، يقال: وقع ذلك في روعي، أي في خلدي وبالي، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إن الروح الأمين نفث في روعي) وفي رواية (فإن جبريل ألقى في روعي أن أحدًا منكم لن يخرج من الدنيا حتى يستكمل رزقه، فاتقوا الله أيها الناس، وأجملوا في الطلب، فإن استبطأ أحد منكم رزقه فلا يطلبه بمعصية الله). أكلف: أراد به الفحل، وهو في الأصل الذي يضرب لونه إلى السواد. مبلد: ذو وبر مبلد وغيره.
المعنى: يقول: إن هذه الناقة ذكية فاهمة ترجع إلى راعيها عندما يناديها، وهي لا تمكن الفحل من ضرابها، فلذا فهي لا تحمل، وإذا لم تحمل كانت قوية على السير والعدو لا تتعب على طول الأسفار.
الإعراب: تريع: فعل مضارع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هي يعود إلى الناقة المذكورة في الأبيات السابقة، والجملة الفعلية يجوز فيها ما جاز بجملة (تباري) في البيت رقم -١٥ - إلى صوت: جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما، وصوت مضاف والمهيب مضاف إليه. الواو: حرف عطف: تتقي: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء للثقل،