العقلية قد كملت فيه، وتم نضجها فيه، وهذا إذا كملت عند الأربعين، وإذا لم تكمل عند الأربعين فلا كمال أبدًا، قال زهير البيت رقم -٦٤ - من معلقته:
وإن سفاه الشيخ لا حلم بعده ... وإن الفتى بعد السفاهة يحلم
المعنى يقول: تميل إلى العشق والغرام، وكيف لك بهذا، بعد أن صرت شيخًا، وطعنت في السن، رفي البيت تجريد، كما في البيت رقم -٧ - .
الإعراب. تصبو: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الواو للثقل، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا تقديره أنت، والجملة الفعلية مستأنفة لا محل لها. الواو: واو الاعتراض. أني: اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع خبر مقدم. لك: جار ومجرور متعلقان بالتصابي بعدهما، واللام بمعني من. التصابي: مبتدأ مؤخر مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء للثقل، ويجوز أن يكون (أنى) مبتدأ، والتصابي خبره. أنى: توكيد للأولى. الواو: واو الحال. قد: حرف تحقيق يقرب الماضي من الحال. راعك: فعل ماض، والكاف ضمير متصل في محل نصب مفعول به. المشيب: فاعله، والجملة الفعلية في محل نصب حال من فاعل تصبو، والرابط الواو والضمير معًا، وجملة (أنى .. الخ) معترضة لا محل لها، ولا يجوز أن تكون حالًا لأنها استفهامية، والاستفهام إنشاء.
[١٢ - إن يك خول منها أهلها ... فلا بدئ، ولا عجيب]
المفردات. يك: انظر البيت رقم -٧٠ - من معلقة طرفة. حول ... الخ: نقلوا منها، ويجوز أن يكون قد أراد معنى البيت رقم -٤ - فلا بدئ ... الخ: أي ليست أول ما خلا منها أهلها، وليس ذلك بعجيب ولا غريب، وانظر شرح العجب في البيت رقم -٦١ - من معلقة زهير.