يوم إذا يأتي علي وليلة ... وكلاهما بعد المضاء يعود
هذا وقد كان لبيد رضي الله عنه شريفًا رائع الجمال سخيًا حليمًا كان يقال: إنه يطعم كلما هبت الصبا لبيت قاله في الجاهلية وهو قوله:
وصبًا غداة مقامة وزعتها ... بجفان شيزي فوقهن سنام
وقالت عجوز من طي كان لنا جاران من بني جعفر في الإسلام لم نر مثلهما: أحدهما لبيد بن ربيعة لم يصبح منذ هاجر إلا وعند بابه جزر تنحر، أو فرث أو دم لم يجف، وكان الآخر مفرطًا في البخل، فكان يرسل خادمه فيأتيه بالتمر، فيملأ فاه ماء مخافة أن يأكل منه في الطريق، فسبحان من أقام العباد فيما أراد، وإليه المرجع والمآب.
المفردات. عفت: انظر البيت رقم - ٢ - من معلقة أمرئ القيس، وانظر إعلال مثله في البيت رقم - ٢٥ - منها. الديار: انظر البيت رقم -٢ - من معلقة زهير. محلها: المحل من الديار ما حل فيه لأيام معدودة، والمقام منها ما طالت الإقامة فيه. منى: موضع بحمى ضرية غير منى الحرم، وقال قوم: المراد به منى مكة الذي يقيم فيه الحجاج أيام الحج، أي العيد وتالييه، ويروي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: إنما سمي منى منى لأن آدم عليه الصلاة والسلام لما انتهى إليه قيل له: تمن، فقال: أتمنى الجنة، فسمي منى لذلك، وقال غيره: إنما سمي منى لما يمنى فيه من الدم، أي يراق فيه من دم الأضاحي، وقيل: إنما سمي منى لما يمنى فيه من ثواب الله تعالى، أي يقدر، ومنى يذكر ويؤنث. يقال: هو منى وهي منى، فمن ذكره رواه بالتنوين ومن أنثه رواه بالقصر. تأبد: توحش، والأوابد الوحوش،