الأول أن الأصل (منضج صفيف شواء، ومنضج قدير) وذلك على توهم أن (صفيف) مجرور بالإضافة، ويسمي أيضا على المعني، والقول الثاني أنه جر (قدير) لمجاورته المجرور الذي هو شواء كما في قولهم (هذا حجر ضب خرب) وكما في البيت رقم -٢٩ - والبيت الاتي رقم -٨٨ - والقول الثالث أن الأصل أو طابخ قدير، ثم حذف المضاف وابقي جر المضاف إليه كقراءة بعضهم {والله يريد الآخرة} بالخفض وقدر أن الأصل: والله يريد ثواب الآخرة، فحذف المضاف وبقي المضاف إليه مخفوضاّ، ونائب فاعله ضمير مستتر فيه، إذ هو بمعني المقدور الذي طبخ في القدر، فصرف من مفعول إلى فعيل. معجل: صفة للموصوف المحذوف، والصفة الأولي قدير، ونائب فاعله ضمير مستتر فيه.
[٧٩ - ورحنا يكاد الطر يقصر دونه ... متي ما ترق العين فيه تسهل]
المفردات: رحنا: راح ضد غدا، فالأول من الرواح وهو العشي، والثاني من الغدو، وهو الصباح، وانظر البيت رقم -٦٣ - وإعلال رحنا مثل إعلال قلت في البيت رقم -٢٠ - وقد يستعمل الفعلان لمطلق الذهاب والمضي يكاد: يقرب. الطرف: المراد به العين الباصرة كلها كما في قوله تعالى: {قال الذي عنده علم من الكتاب: أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك} وقد يراد به جفن العين خاصة كما في قوله عمر بن أبي ربيعة:
أشارت بطرف العين خفية أهلها ... إشارة محزون، ولم تتكلم
فأيقنت أن الطرف قد قال مرحبا ... وأهلا وسهلا بالحبيب المتيم
يقصر: يعجز ويمل، وانظر دون في البيت-٧٦ - وقيل: إن معنى (يقصر دونه) أنه نظر إلى هذا الفرس أطال النظر إلى ما ينظر منه لحسنه، فلا يكاد يستوفي النظر إلى جمعيه، ويحتمل أن يكاد معناه أنه إذا نظر إلى