للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

من أخلاق العرب، وغاية ما في ذلك أن الأب إذا مات استولى على امرأته أكبر أولاده من غيرها، فإن شاء تزوجها من غير صداق، اكتفاءً بصداق أبيه، وإن شاء زوجها من غيره، وأخذ صداقها، وإن شاء منعها من الزواج حتى تفدي نفسها بمال، وقد حرم الله تبارك وتعالى ذلك، فقال جل ذكره: {يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرهًا، ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن} وقال جل شأنه: {ولا تنكحوا ما نكح أباؤكم من النساء إلا ما قد سلف، إنه كان فاحشة، ومقتًا، وساء سبيلًا}.

[مقتل حجر والد أمرئ القيس]

وكان من حديثه أن الحارث الملك جده، كان قد فرق ولده في قبائل العرب، وملكهم عليهم، فجعل حجرًا وهو أبو أمرئ القيس على بني أسد وغطفان، وجعل شرحبيل على بني بكر بن وائل، وهو قتيل الكلاب الأول، وعلى بني حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم، وجعل معد يكرب، وهو غلفاء -وإنما سمي غلفاء لأنه كان يغلف رأسه- على بني تغلب، والنمر بن قاسط، وسعد بن زيد مناة، وطوائف من بني دارم بن حنظلة والصنائع، وجعل عبد الله على عبد القيس، وسلمة على قيس، فلما هلك الحارث أو قتل، وقد اختلف في ذلك، تفرق أمر ولده وتشتت، واختلفت كلمتهم، ووثب بنو أسد على حجر والد امرئ القيس فقتلوه.

[خبر أمرئ القيس بعد مقتل أبيه]

قيل: إن حجرًا والد امرئ القيس لما قتله بنو أسد في قصة طويلة، وكان قد طعنه علباء بن الحارث أحد بني كاهل، ولم يجهز عليه، أوصى ودفع وصيته إلى رجل، وقال له: انطلق إلى ابني نافع، وكان أكبر ولده،

<<  <  ج: ص:  >  >>