الكلام، وصيانة السمع عن الضجر والملال، لما جبلت عيه النفوس من حب التنقلات، والسآمة من الاستمرار على منوال واحد، هذه فوائده العامة، ويحتص كل موضع بنكت ولطائف باختلاف محله، كما هو مقرر في علم المعاني، ووجهه حث السامع، وبعثه على الاستماع حيث أقبل المتكلم عليه، وأعطاه فضل عنايته، وخصصه بالمواجهة.
الإعراب. الفاء: حرف استثناء. اتركوا: فعل أمر مبني على حذف النون، والواو فاعله، والألف هي الفارقة بين واو الجماعة، وواو العلة، والجملة الفعلية مستأنفة لا محل لها. البغي: مفعول به. والتعدي: معطوف على سابقه بالواو العاطفة، وهو منصوب، وأسكنت الياء، وحقها أن تفتح على لغة الذين يقولون: رأيت قاضيك بإسكان الياء، أو هو ضرورة شعرية. الواو: حرف عطف. إما: أصله (إن ما) إن الشرطية وما زائدة، والغالب توكيد الفعل المضارع الواقع بعدها بنون التوكيد كما في قوله تعالى:{وإما ينزغنك من الشيطان نزغ، فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم} تتعاشوا: فعل مضارع فعل الشرط مجزوم، وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة، والواو فاعله، والألف للتفريق، والجملة الفعلية ابتدائية لا محل لها من الإعراب. الفاء: واقعة في جواب الشرط. في التعاشي: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم، وعلامة الجر كسرة مقدرة على الياء للثقل. الداء: مبتدأ مؤخر، والجملة الاسمية في محل جزم جواب الشرط عند الجمهور، والدسوقي يقول: لا محل لها لأنها لم تحل محل المفرد، وإما ومدخولها كلام معطوف على ما قبله لا محل له مثله.
[٤٢ - واذكروا حلف ذي المجاز، وما قد ... دم فيه العهود والكفلاء]
المفردات. ذو المجاز: موضع قرب مكة المكرمة، كان يقام فيه سوق