للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إضمار القول، وقدر فقل لهم كيف ... إلخ، وإن قدرته قولي، فيكون هو المفعول الثاني، والجملة الفعلية مقولة للقول، وهو أولى من تقديره تأمل وتدبر والله أعلى وأعلم وأجل وأكرم.

[٩٧ - نزلتم منزل الأضياف منا ... فعجلنا القرى أن تشتمونا]

المفردات. الأضياف: جمع ضيف - وضيف يطلق على الواحد وعلى الجمع, كما في قوله تعالى: {قال: إن هؤلاء ضيفي فلا تفضحون} -. القرى: ما يعد للضيف من إكرام، وهو بكسر القاف، وهو بضمها جمع قرية.

المعنى يقول: نزلتم وحللتم بنا حلول الضيف الكريم، فقمنا بواجبكم وعجلنا قراكم كراهية أن تشتمونا، أو لكي لا تشتمونا، ولا يخفى أنه أراد بالقرى القتل والضرب بالسيوف والطعن بالرماح، ففي البيت استعارة لا تخفى لأن المعنى المراد تعرضتم لحربنا كما يتعرض الضيف للقرى، فقتلناكم عجالًا كما يحمد تعجيل قرى الضيف, وذلك كراهية شتمكم إيانا إن أخرنا قراكم، وذلك تهكم واستهزاء، ومثله قول بشر بن أبي خازم.

سائل تميمًا في الحروب وعامرًا ... وهل المجرب مثل من لم يعلم؟

غضبت تميم أن نقتل عامرًا ... يوم النسار، فأعتبوا بالصيلم

النسار ماء لبني عامر، والصيلم الداهية المستأصلة، ويسمى بها السيف، المعنى إن تميمًا عتبوا علينا بمقاتلة عامر، فأعتبناهم، أي أزلنا عتابهم بالسيف والقتل ..

الإعراب. نزلتم: فعل وفاعل, والميم علامة جمع الذكور، والجملة الفعلية مستأنفة لا محل لها. منزل: مفعول مطلق على اعتباره مصدرًا ميميًا، أو هو ظرف مكان على اعتباره اسم مكان متعلق بالفعل قبله، ومنزل مضاف والأضياف مضاف إليه من إضافة المصدر الميمي لفاعله، أو من إضافة المحل

<<  <  ج: ص:  >  >>