[٦٠ - ألا أيهذا اللائمي أحضر الوغى ... وأن أشهد اللذات، هل أنت مخلدي؟]
المفردات: اللائم: اسم فاعل من اللوم، وهو والعذل والتأنيب والتوبيخ والتقريع ألفاظ مترادفة معناها واحد، ولائم من لام، وهو مهموز العين لما تقرر م أن عين اسم الفاعل إذا كانت واوًا كما هنا، أو ياء كما في بائع، وأعلت في فعله، فإنها تبدل همزة، فكما أعلت عين فعله، وهو لام بقلبها ألفًا، إذ أصلها لوم لتحركها وانفتاح ما قبلها، أعلت عينه بقلبها همزة، وهو قياس مطرد، فإن لم تعل علين الفعل لم تعل في اسم الفاعل أيضًا، نحو عور فهو عاور، وعين فهو عاينن فأصل لائم لاوم، قلبت الواو ألفًا لتحركها وانفتاح ما قبلها، ولم يعتد بالألف الزائدة لكونها حاجزًا غير حصين، فالتقى ساكنان: الألف الزائدة والألف المنقلبة، فأبدلت الثانية منهما همزة، وإعلال اسم الفاعل اليائي مثله، نحو بائع، هذا ويروى مكان اللائمي الزاجري، وهو الناهي والرادع، كما يروى أيضًا (أيها اللاحي) وهو بمعنى اللائم. الوغى: أصله صوت الأبطال في الحرب، ثم جعل اسمًا للحرب. اللذات: جمع لذة، وهي استطابة النفس للشيء بحيث يقع منها موقعًا حسنًا. مخلدي: اسم فاعل من الخلود، وهو إدامة الحياة والبقاء، والفعل أخلد يخلد.
المعنى: يقول: يا أيها المانع لي من حضور الحرب، ومن حضور مجالس اللذات، هل تضمن لي البقاء في الدنيا إن كففت عنهما؟ فأمتثل أمرك، وأطيعك فيما تأمر به.
الإعراب: ألا: حرف تنبيه واستفتاح يسترعي انتباه المخاطب لما يأتي بعده من كلام. أي: منادى مقصودة، حذفت منه (يا) النداء: مبني على الضم في محل نصب بيا القائمة مقام أدعو، وها: حرف تنبيه لا محل له، وذا: اسم إشارة مبني على السكون في حل رفع صفة أي باعتبار لفظه، أو في محل نصب باعتبار محله. اللائمي: بدل أو عطف بيان من اسم الإشارة،