هذا ويروى (لا يعرفونني) بدل (لا ينكرونني) وعليه فهو ذم للفقراء والأغنياء على السواء، إذ المعنى أن الفقراء كانوا يعرفونني عند شدة غناي لكثرة إكرامي لهم، وإحساني إليهم، وكذا الأغنياء خوفًا من أن يعطوني شيئًا، وهذا لشحهم وعدم كرمهم.
الإعراب: رأيت: فعل وفاعل. بني: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، وحذفت النون للإضافة، وبني مضاف وغبراء مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف لألف التأنيث الممدودة، وهي علة تقوم مفام علتين من موانع الصرف. لا: نافية. ينكرونني: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة، والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل، والنون للوقاية، وياء المتكلم ضمير متصل في محل نصب مفعول به، والجملة الفعلية في محل نصب مفعول به ثان للفعل (رأى) على اعتباره فعلًا قلبيًا، أو في محل نصب حال من بني غبراء على اعتباره فعلًا بصريًا. الواو: حرف عطف. لا: زائدة لتأكيد النفي. أهل: معطوف على واو الجماعة في (ينكرونني) وساغ ذلك لوجود الفاصل، وهو ياء المتكلم الواقعة مفعولًا به، وهو كقوله تعالى:{سيقول الذين أشركوا: لو شاء الله ما أشركنا، ولا آباؤنا} الآية رقم -١٤٨ - من سورة الأنعام، والهاء حرف تنبيه للمخاطب ينبه به على ما يساق من الكلام، وذا: اسم إشارة مبني على السكون في محل جر بإضافة أهل إليه، والكاف حرف خطاب لا محل له. الطراف: بدل من اسم الإشارة أو عطف بيان عليه. الممدد: صفة الطراف، وجملة (رأيت ... إلخ) مستأنفة لا محل لها.