هو عنترة بن شداد الذي ينتهي نسبة إلى قبيلة بني عبس، فبني غطفان، فبني قيس، أمه أمة حبشية، يقال لها: زبيبة، سباها أبوه في بعض الغارات؛ وكان لها ولد عبيد من غير شداد، وكانوا إخواته لأمه، فولدت له عنترة فجاء أسود اللون، مشقوق الشفة السفلي، وقد عد لسواده من أغربة العرب، لأن السواد لم يكن شائعًا في العرب، وعدوا منهم غير عنترة، خفاف بن ندبة، والسليك بن السلكة وكلهم من الشعراء الفتاك في الجاهلية، وكل واحد منهم ينسب إلى أمه.
وكان من عادة العرب في الجاهلية استرقاق أولاد الإماء، فنشأ عنترة عبدًا لأبيه يرعى إبله. يحتقره أفراد عشيرته لأنه عبد، ويأبون أن يشاطروه ما يحصلون عليه من الأسلاب في غزواتهم، ويلقبونه بابن السوداء، فحز ذلك في نفسه؛ وكان محبًا لعبلة ابنة عمه مالك، ولكن دمامة خلقه ووضاعة نسبه كانتا تجعلانه غير جدير بها، فرأى أن خير ما يمحو به دمامة شكله، وهجنة نسبه، أن يكون فارسًا مقدامًا، فينال شرف الدفاع عن قبيلته، وتعلو منزلته، ويصبح جديرًا بابنة عمه؛ ويظفر بحريته، وقد نال حريته فعلًا بفضل استبساله في الدفاع عن قومه.
فيذكر لنا أبو الفرج في الأغاني أن بعض أحياء العرب، أغاروا على بني