للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٩ - يمينًا لنعم السيدان وجدتما ... على كل حالٍ من سحيلٍ ومبرم

المفردات. نعم: فعل ماض لإنشاء الذم، قال في المختار: نعم منقول من نعم فلان، بفتح النون وكسر العين إذا أصاب النعمة، وبئس منقول من بئس بفتح الباء وكسر الهمزة إذا أصاب بؤسًا، فنقلا إلى المدح والذم، فشابها الحروف فلم يتصرفا، وفيهما أربع لغات: نعم بئس بكسر فسكون، وهي أفصحهن، وهي لغة القرآن الكريم، ثم نعم وبئس أولهما وثانيهما، غير أن الغالب في نعم أن يجئ بعده (ما) كقوله تعالى: {نعما يعظكم به} ثم نعم وبأس بفتح فسكون، ثم نعم وبئس بفتح فكسر، وهي الأصل فيهما، ولا بد لهما من شيئين: فاعل ومخصوص بالمدح أو الذم، والقول بفعليتهما إنما هو قول البصريين والكسائي بدليل دخول تاء التأنيث عليهما في قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «من توضأ يوم الجمعة فبها ونعمت، ومن اغتسل فالغسل أفضل» وقال الكوفيون إلا الكسائي: هما اسمان بدليل دخول حرف الجر عليهما في قول أعرابي، وقد أخبر بأن امرأته ولدت بنتاله: (والله ما هي بنعم الولد، نصرها بكاء، وبرها سرقة) وقول غيره: (نعم السير على بئس العير) وأوله البصريون على حذف كلام مقدر، إذ التقدير: والله ما هي بولد مقول فيه: نعم الولد، ونعم السير على عير مقول فيه بئس العير.

السيدان: هما الحارث بن عوف وهرم بن سنان المريان، مدحهما لإبراهما الصلح بين عبس وذبيان، وتحملهما أعباء ديات القتلى كما رأيت في الكلام على حياة زهير. وفي البيت رقم- ١٧ - وأصل سيد سيود بياء ساكنة وواو مكسورة لأنه من ساد يسود، فلما اجتمعت الواو والياء، وسبقت إحداهما بالسكون قلبت الواو ياء، وأدغمت الياء في الياء، ومثله قل في إعلال ميت وهين ولين وغير ذلك، وقد تجيء هذه الأسماء بالتخفيف كما في قول الشاعر:

<<  <  ج: ص:  >  >>