السلام فيها، فتزوج إسماعيل امرأة منهم، ثم إن قبيلة جرهم غلبت أولاد إسماعيل، وحكمت مكة مدة طويلة، ثم بغوا واستحلوا حرمتها، وأكلوا مال الكعبة الذي يهدى لها، ثم لما يتناهوا حتى جعل الرجل منهم إذا لم يجد مكانًا يزني فيه دخل الكعبة فزنى، ويروي أن إسافًا بغى بنائلة في جوف الكعبة فمسخا حجرين، وكانت مكة في الجاهلية لا ظلم فيها ولا بغي، ولا يستحل حرمتها ملك إلا هلك مكانه، فكانت تسمى الناسة، وتسمى (بكة) لنها تبك؛ أي تهلك أعناق الجبابرة، والبغايا إذا بلغوا فيها، قال تعالى:{إن أول بيتٍ وضع للناس للذي ببكة مباركًا وهدًى للعالمين} ثم إن بني خزاعة تغلبوا على قبيلة نحرهم، فأجلوهم عن مكة وحكموها مدة طويلة، ثم تولت قريش أمر مكة بزعامة قصي بن كلاب، وهو الجد الخامس للنبي صلى الله عليه وسلم.
المعنى يقول: حلفت بالكعبة المعظمة التي طاف حولها من بناها من القبيلتين: قبيلة قريش وقبيلة جرهم.
الإعراب. الفاء: حرف استئناف. أقسمت: فعل وفاعل، والجملة الفعلية مستأنفة لا محل لها من الإعراب. بالبيت: جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما. الذي: اسم موصول مبني على السكون في محل جر صفة البيت. طاف: فعل ماض. حوله: ظرف مكان متعلق بالفعل قبله، والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة. رجال: فاعل طاف، والجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها. بنوه: فعل ماض مبني على فتح مقدر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين، والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل، والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به، والجملة الفعلية في محل رفع صفة رجال. من قريش: جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال من واو الجماعة الواقعة فاعلاً. العائدة على رجال. وجرهم: معطوف على قريش بالواو العاطفة.