للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الله عليه وسلم يرجع نسبه إلى هاشم، وبنو أمية يرجع نسلهم إلى عبد شمس، فهم جميعًا أولاد عم، وبطون قريش غير هذين البطنين كثيرة كما هو معروف، وسموا جميعًا قريشًا، لأن الأب الأول لبطون قريش كلها، وهو فهر قد لقب بقريش، لأنه كان يقرش، أي يفتش عن حاجة المحتاج فيسدها بماله، وكان بنوه بعده أيضًا يقرشون أهل الموسم عن حوائجهم، فيرفدونهم، فسموا بذلك قريشًا، وقيل: سموا قريشًا لتقريشهم المال، أي جمعه وكسبه عن طريق الطريق، وهو الموافق لكتب اللغة، وقريش تصغير القرش، وهو دابة عظيمة في البحر تعيث في السفن فسادًا، ولا تطاق إلا بالنار، وعن معاوية أنه سأل ابن عباس -رضي الله عنهما- بم سكيت قريش قريشًا؟ بداية في البحر تأكل ولا تؤكل، وتعلُو وتُعْلى، وأنشد قول تبع:

وقريشٌ هي التي تسكن البحر ... وبها سميت قريشٌ قريشَا

تأكل الغث والسمين ولا تتـ ... ـرك يومًا بذي الجناحين ريشَا

هكذا في الكتاب نالت قريشٌ ... يأكلون البلاد أكلاً كشيشَا

واهم آخر الزمان نبيٌّ ... يكثر القتل فيهم والخموشَا

يملأ الأرض خيله ورجاله ... يحشرون المكي حشرًا كميشا

وإليك البيتين، وهما لمساور بن قيس، يهجو فيهما بني أسد:

زعمتم أن إخوتكم قريشٌ ... لهم إلفٌ، وليسلكم إلافُ

أولئك أومنوا جوعًا وخوفًا ... وقد جاعت بنو أسدٍ وخافوا

يقول: إنكم لستم من قريش، ولا قريش منكم، فدعواكم إخوتهم باطلة لأنهم أطعموا من جوع وأومنوا من خوف، ولستم كذلك، واقرأ سورة قريش.

جرهم قبيلة غربية سكنت مكة بعد إنزال إبراهيم ابنه إسماعيل عليهما

<<  <  ج: ص:  >  >>