للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المعنى يقول: إن تكن الديار المذكورة في الأبيات السابقة قد خلا وسطها من سكانه، وأصابها القحط والجدب فلا غرابة في ذلك أيضًا لأن كل صاحب نعمة يسلبها في يوم من الأيام، ولأن كل صاحب أمل في شيء قد لا يناله، فيكذب أمله، ولا ينال كل ما يؤمل.

الإعراب. أو: حرف عطف. يك: معطوف على مثله في البيت السابق، وحرف الشرط مقدر قبله، وإعرابه كإعرابه. قد: حرف تحقيق يقرب الماضي من الحال. أقفر: فعل ماض. منها: جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما. جوها: يقال فيه ما قيل بأهلها في البيت السابق مع اختلاف بين إفراد الضمير وجمعه، تأمل. الواو: حرف عطف. عادها: فعل ماض، وها: مفعول به. المحل: فاعل، والجملة الفعلية معطوفة على جملة (يك ... الخ) لا محل لها مثلها، وجواب الشرط محذوف مدلول عليه بما تقدم، والكلام برمته معطوف على مثله في البيت السابق لا محل له مثله. والجدوب: معطوف على سابقه بالواو العاطفة.

[١٤ - فكل ذي نعمة مخلوسها ... وكل ذي أمل مكذوب]

المفردات. ذي نعمة: صاحب نعمة، ونعم الله كثيرة لا تعد ولا تحصى، قال تعالى: {وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها} [إبراهيم: ٣٤] مخلوسها: مسلوبها. أمل: من أمل يؤمل تأميلًا إذا رجي الأمر، وأكثر ما يستعمل الأمل فما يستبعد حصوله بخلاف الطمع، فإنه لا يكون إلا فيما يرجى حصوله، وقد يكون الأمل بمعنى الطمع، وأما الرجاء فهو بين الأمل والطمع، والآمال في الدنيا رحمة من الله تعالى حتى عمر بها الدينا، وتم صلاحها، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الأمل رحمة من الله تعالى لأمتي، ولولا ذلك ما غرس غارس شجرة، ولا أرضعت أم ولدًا) قال الشاعر:

<<  <  ج: ص:  >  >>