آخره، منع من ظهوره اشتغال المحل بالكسر العارض لضرورة الشعر، والفاعل أو ونائبه ضمير مستتر تقديره هو يعود إلى من، وخبر المبتدأ الذي هو (من) مختلف فيه، فقيل: هو جملة فعل الشرط، ورجحه ابن هشام في مغني اللبيب، وقيل: هو جملة الجواب، وقيل: هو الجملتان، وهو المرجح لدي المعاصرين، والجملة الاسمية (من وخبره) معطوفة على الجملة الاسمية السابقة على الوجهين المعتبرين فيها.
تنبيه: الأبيات الأربعة المتقدمة، قال فيها البغدادي: ليست لأمرئ القيس كما زعم السكري، بل هي لتأبط شرا، كما حقق ذلك الأصمعي، وأبو حنيفة الدينوري، وابن قتيبة، وهذه الأبيات هي بكلام اللصوص أشبه منها بكلام الملوك. هذا وذكر الدكتور فخر الدين قباؤه في تعليقه على شرح التبريزي أن ابن قتيبة روي البيتين-٦٠ - و-٦١ - لتأبط شرا واد بينهما البيت الآتي:
طرحت له نعلا من السبت طلة ... خلاف ندي من آخر الليل مخضل
[٦٣ - وقد اغتدي والطير في وكناتها ... بمنجرد، قيد الأوابد، هيكل]
المفردات: أغتدي وأغدو معناها واحد، وهو الذهاب في الغدو، انظر البيت رقم -٥ - الطير: جمع طائر: مثل صحب وصاحب، وجمع الطير طيور وأطيار، مل فرخ وفروخ وأفراخ، وقال قطرب وأبو عبيدة: إن الطير يقع على الواحد والجمع. الوكنات: بضم الواو، وضم الكاف وفتحها وسكونها، جمع وكنه بتثليث الواو وضم الكاف وسكونها، وهي عش الطير ووكره، وقد تقلب واو وكنة وهمزة، فيقال أكنة، ويروى بدل وكناتها وكراتها على أنه جمع الجمع، إذ المفرد وكر بفتح الواو، وجمعه وكر بضم الواو والكاف، وجمع وكرات بضم الواو والكاف. منجرد: قصير الشعر، وذلك جيد في الخيل، إذ طول الشعر هجنة عند العرب. قيد: ممسك.