عمرو الملك الغساني، فقتله، وأخذ ابنته سبية مع قبتها، فأنزلها العلاة والعوصاء التي هي أقرب ديارها إلى ديار الملك.
الإعراب: إذ: بدل من إذ في البيت السابق. أحل: فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو يعود إلى الملك عمرو. العلاة: مفعول به أول. قبة: مفعول به ثان، وإن اعتبرت العلاة منصوبًا بنزع الخافض فلست مفندًا، وقبة مضاف وميسون مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث، وجملة (أحل ... إلخ) في محل جر بإضافة إذ إليها. الفاء: حرف عطف. أدنى: مبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف للتعذر، وأدنى مضاف وديارها مضاف إليه، وها: ضمير متصل في محل جر بالإضافة. العوصاء: خبر المبتدأ، والجملة الاسمية معطوفة على الجملة الفعلية السابقة، فهي في محل جر مثلها.
[٦٢ - فتأوت له قراضبة من ... كل حي كأنهم ألقاء]
المفردات. تأوت له: اجتمعت للملك حين دعاهم إلى الغزو. القراضبة: الصعاليك، وهم الفقراء، واحدهم قرضوب، ويقال: قرضبات أيضًا، وقيل: هو اللص الخبيث. حي: انظر البيت رقم -٥ - من معلقة امرئ القيس. ألقاء: جمع لقى، وهو الشيء المطروح الذي لا يكترث به، واللقى من الرجال الخامل الذي لا يعرف، وقال الزوزني: الألقاء جمع لقوة، وهي العقاب، وهذا المناسب للمقام خلافًا لابن الأنباري.
المعنى يقول: تجمعت للملك عمرو عند مسيره للغزو، أو لأخيه رجال فقراء من كل حي وقبيلة كأنهم لفقرهم ثياب مطروحة على الأرض لا قيمة لها؛ أو المعنى تجمعت له لصوص خبثاء كأنهم عقبان جارحة لفرط قوتهم وشجاعتهم.