طعنة) في البيت السابق، وقال ابن الأنباري: متعلقان بجادت، والمعنى واحد، ورحيبة مضاف والفرغين مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الياء نيابة عن الكسرة لأنه مثنى، والنون عوض من التنوين في الاسم المفرد، وهذه الإضافة من إضافة الصفة المشبهة لفاعلها، ورحيبة صفة لموصوف محذوف. يهدي: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء للثقل. جرسها: فاعل، وها: ضمير متصل في محل جر بالإضافة. بالليل: جار ومجرور متعلقان بالفعل يهدي. معتس: مفعول به، وهو مضاف والذئاب مضاف إليه. الضرم: صفة الذئاب، وجملة (يهدي جرسها ... الخ) في محل جر صفة ثانية للموصوف المحذوف، أو هي حال منه بعد وصفه بما تقدم على حدّ قوله تعالى:{وهذا ذكر مبارك أنزلناه}.
[٦٦ - فشككت بالرمح الأصم ثيابه ... ليس الكريم على القنا بمحرم]
المفردات. شككت: انتظمت، يقال: شككته أشكه شكًا إذا انتظمته، وقيل: شككته وشققته بمعنى واحد. الأصم: الصلب. ثيابه: أراد درعه، وقيل: أراد قلبه، وبه قيل في قوله تعالى:{وثيابك فطهر} وانظر البيت رقم -٢٧ - من معلقة امرئ القيس. الكريم: انظر البيت رقم -٥٢ - من معلقة طرفة. القنا: الرماح، مفردة قناة، ويجمع أيضًا على قِنِيّ وقنوات وقُنيات، هذا والقنا حديداب في الأنف، يقال: رجل أقنى الأنف، وامرأة قنواء، والقناة تطلق على مجرى الماء، وعلى الحال فيقال: لانت قناته، إذا تغيرت حاله، وتستعار للإباء والشدة والعز والقوة والصلابة، قال عمرو بن كلثوم:
فإن قناتنا يا عمرو أعيت ... على الأعداء قبلك أن تلينا
المعنى يقول: لقد طعنت المدجج المذكور في البيت رقم -٦٣ - طعنة