التي لا تبصر ليلًا، فتخبط بيديها على عمى، فربما تردت في مهواة، وربما وطئت سبعًا أو حيةً، أو غير ذلك. تخطئ: أي لا تأخذه المنية في صباه يعمر: يعيش كثيرًا حتى يدركه الهرم والشيخوخة، قال تعالى:{ومن نعمره ننكسه في الخلق أفلا يعقلون} وقال تعالى: {يود أحدهم لو يعمر ألف سنةٍ}.
بعد هذا فالفعل (تصب) ماضيه أصاب، وهو يحتمل معاني كثيرة، تقول: أصاب السهم يصيب لم يخطئ هدفه، وأصاب الرجل في قوله، أو في رأيه يصيب أتى بالصواب، وأصاب فلانًا البلاء يصيبه وقع عليه، وأصل يصيب (يُؤَصْوِبُ، أو يُؤَصْيبُ)، فقل في إعلاله: حذفت الهمزة للتخفيف حملًا على المبدوء بهمزة المضارعة، مثل أُؤَصْيبُ، الذي حذفت همزته الثانية للتخلص من ثقل الهمزتين، فصار (يُصْوِب أو يُصْيبِ) ثم يقال: اجتمع معنا حرف صحيح ساكن، وحرف علة متحرك، والحرف الصحيح أولى بالحركة من حرف العلة، فنقلت حركة الواو أو الياء، وهي الكسرة إلى الصاد قبلها، بعد سلب سكونها، فصار (يصِوْب، أو يُصِيبْ) فحذفت الياء لالتقاء الساكنين، فصار (مَنْ تُصِبْ) وهذا الإعلال يجرى في كل فعل ثلاثي مزيدة الهمزة في أوله للتعدية، مثل أجاب يجيبُ وأكرم يُكْرِمُ، ونحو ذلك، كما حذفت الهمزة الثانية من يُؤْمِنون، لأن ماضيه أمَنَ، وأصله أَأْمَنَ، والمضارع يُؤَأْمِنُ أُؤْمِنُ، فتحذف من الأول، وتسهل في الثاني، وقد يجيء على القياس، وهو الأصل المهجور، كما في قول أبي حيان الفقعسي:
فإنه أل لأن يؤكرما
ولا تنس أن الهمزة المزيدة هذه تحذف من اسمي الفاعل والمفعول المأخوذين من الفعل الثلاثي المزيدة فيه الهمزة، وذلك مثل مُصاب ومصيب