المفردات: رب: حرف جر، معناه التقليل أحيانًا، والتكثر أحيانًا أخرى، وهو الأكثر، وتختص رب بوجوب تصديرها، ووجوب تنكر مجرورها، ونعته إن كان ظاهرًا، وإفراده وتذكيره وتمييزه بما يطابق المعنى إن كان ضميرًا. يوم: انظر البيت رقم ٥ ولا سيما يوم ... إلخ، معناه التعجب من فضل هذا اليوم، أي هو يوم يفضل الأيام. دارة جلجل: هو اسم لغدير ماء معين يقع عند غمر ذي كندة، وقال الأصمعي وأبو عبيدة: دارة جلجل في الحمى، قال في القاموس المحيط: ودارات العرب تنيف على مائة وعشر لم تجتمع لغيري مع بحثهم وتنقيرهم عنها، ولله الحمد، انظر القاموس (الدار)، ويقال: دار ودارة، وغدير وغديرة، ويوم دارة جلجل له قصة تتمثل بما يلي:
كان أمرؤ القيس يعشق ابنة عمه عنيزة بنت شرحبيل، وكان يحب لقاءها، فلم يتمكن من ذلك، فكان محتالًا لطلب الغرة من أهلها حتى كان يوم الغدير، وهو يوم دارة جلجل، وذلك أن الحي ارتحلوا، فتقدم الرجال، وخلفوا النساء والصبيان والثقل وراءهم ليسيروا على هينتهم، فلما رأى ذلك تخلف بعد قومه غلوة، وكمن في غيابة من الأرض حتى مر به النساء، فإذا فتيات فيهن عنيزة، فلما رأين الغدير قلن: لو نزلنا في هذا الغدير واغتسلنا ليذهب عنا بعض الكلال، فقالت إحداهن: افعلن، فعدلن إلى الغدير، فنزلن ودخلن الغدير، فأتاهن أمرؤ القيس مخاتلًا، وهن غوافل، فأخذ ثيابهن وهن في الغدير، ثم جمعها وقعد عليها، وقال: والله لا أعطي واحدة منكن ثوبها حتى تخرج متجردة فتأخذه، فأبين ذلك عليه حتى ارتفع النهار، فخشين أن يقصرن دون المنزل الذي يردنه، فخرجت إحداهن، فوضع لها ثوبها ناحية، فمشت إليه فأخذته ولبسته، ثم تتابعن على ذلك حتى بفيت عنيزة، فناشدته الله تعالى أن يضع لها ثوبها، فقال: والله لا تمسينه حتى تخرجي عريانة كما خرجن، فخرجت ونظر إليها مقبلة ومدبرة فوضع لها