للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وثيق الصلة بالكلام عن حياة عمرو بن كلثوم، وهاك حرب البسوس: وحاصلها كما في تاريخ أبي الفداء أنه كان من ملوك العرب ملك، يقال له: وائل بن ربيعة بن الحارث بن زهير بن جشم بن بكر بن حبيب، ابن عمرو بن غنم، بن تغلب بن وائل بن قاسط. بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد، بن ربيعة بن نزار، بن معد بن عدنان، وكان يلقب بكليب، وكان قد تملك على بني معد، وقاتل جموع اليمن، وهزمهم، وعظم شأنه، وبقي زمانًا من الدهر، ثم داخله زهو شديد. وبقي على قومه، فصار يحمي عليهم مواقع السحائب، فلا يرعى حماه، ويقول: وحش أرض كذا في جواري فلا يصاد، ولا ترد إبل مع إبله. ولا توقد نار من ناره، فاتفق ذات يوم أن رجلًا من جرم نزل على امرأة، يقال لها: البسوس بنت منقذ التميمية، وهي خالة جساس بن مرة بن ذهل، بن شيبان، وشيبان من بني بكر بن وائل، وكان للجرمي المذكور ناقة، يقال لها سراب كقاطام، فوجدها كليب ترعى في حماه، فضربها بالنشاب، فأصاب ضرعها، فجاءت إلى صاحبها الجرمي مجروحة، فصرخ بالذل، فلما سمعته البسوس، وضعت يدها على رأسها، وصاحت وأذلاه لكونه نزيلها.

وفي الصحاح أن الناقة كانت لها، وأن كليبًا رأى تلك الناقة في حماه، وقد كسرت بيض طير كان قد أجاره، فرمى ضرعها بسهم، فلما رأى جساس ما نزل بخالته قصد كان كليبًا، وهو منفرد في حماه، فوثب عليه، وطعنه بالرمح، فقتله، فهاجمت الحرب بين بني بكر وبني تغلب أربعين عامًا، وذلك أنه لما قتل كليب، قام أخوه مهلهل بن ربيعة، وجمع قبائل تغلب، واقتتل مع بني بكر، وجرت بين الفريقين عدة وقائع، أولها يوم عنيزة، وكانوا في القتال على السواء.

وكان رئيس بني تغلب مهلهلًا، بني بكر الحارث بن مرة أخا

<<  <  ج: ص:  >  >>